“كتيبة آزوف” الأوكرانية تُثير قلق “روسيا” من محاولات استفزازية نووية .. من هي ؟ .. وما أهدافها ؟
خاص : كتبت – نشوى الحفني :
حذرت “وزراة الدفاع” الروسية، اليوم الإثنين، من محاولات استفزازية نووية قد تقوم بها مَن وصفتهم: بـ”القوميين النازيين”، بـ”أوكرانيا”، في الوقت الذي أبدت فيه “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” قلقها على أمن منشأة (زابوريجيا) النووية؛ التي تعرضت لهجوم، الجمعة.
وحذرت “الدفاع الروسية” من محاولات استفزازية نووية قد تقوم بها: “(كتيبة آزوف) الأوكرانية القومية النازية”، في وقت لاحق اليوم، من خلال شن هجوم على مختبر نووي تابع لمعهد أبحاث في “خاركيف”، شمال شرقي “أوكرانيا”.
وقالت الوزارة إن الكتيبة المذكورة قد تسعى لشن هذا الهجوم، وإلصاق التهمة بالجانب الروسي؛ على غرار الحادث الذي وقع في محيط منشأة (زابوريجيا) النووية؛ قبل أيام.
قلق من انقطاع التواصل عن أكبر منشأة نووية..
وفي سياق التهديدات النووية في حرب “أوكرانيا”، أعربت “وكالة الدولية للطاقة الذرية” عن: “قلقها البالغ” على أمن منشأة (زابوريجيا)، وسط البلاد.
وقالت الوكالة، بحسب ما أوردت وكالة (فرانس برس)، إنها تُعرب عن: “قلقها البالغ” إزاء تقارير تُفيد بانقطاع التواصل مع أكبر منشأة نووية في “أوروبا”؛ بعدما سيطرت عليها القوات الروسية.
وكانت القوات الروسية قد هاجمت منشأة (زابوريجيا) النووية في “أوكرانيا”؛ الجمعة، وسيطرت عليها.
وجاء في بيان لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ أن “أوكرانيا” أبلغتها بأن إدارة المنشأة باتت تتلقى الأوامر من قيادة القوات الروسية.
وأفادت السلطات الأوكرانية بأن القوات الروسية أغلقت بعضًا من شبكات الخلوي والإنترنت، وبأن خطوطًا هاتفية لا تعمل وكذلك الرسائل الإلكترونية والفاكس.
وقالت الوكالة؛ إن التواصل عبر الهاتف النقال لا يزال ممكنًا؛ إنما نوعيته رديئة.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ “رافايل غروسي”: “أنا قلق للغاية إزاء التطورات التي تلقيت تقارير بشأنها اليوم”.
وتابع: “من أجل تشغيل المنشأة بشكل آمن يجب أن يُسمح للإدارة وأفراد الطاقم بأن يُمارسوا مهامهم اليومية في ظروف مستقرة من دون تدخل خارجي أو ضغط غير مبررين”.
وأعرب “غروسي” عن: “قلق بالغ” إزاء: “تدهور الأوضاع في ما يتعلق بالتواصل الحيوي بين الهيئة الناظمة ومنشأة (زابوريجيا)”.
وقال إن التواصل الآمن بين: “الهيئة الناظمة والجهة المشغلة هو جزء أساس من أمن المنشآت النووية وسلامتها”.
وكان الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، في اتصال مع نظيره الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، أكد أن مباني منشأة (زابوريجيا) ومفاعلاتها آمنة.
أوكرانيا قريبة من صنع “القنبلة القذرة”..
وكانت وسائل إعلام روسية قد نقلت عن مصدر لم تسمه، أمس الأحد، أن “أوكرانيا” قريبة من صُنع سلاح نووي أطلقت عليه اسم: “القنبلة القذرة”؛ باستخدام (البلوتونيوم)، لكن المصدر لم يذكر أي أدلة.
وكان الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، أشار أكثر من مرة إلى أن هدف الهجوم على “أوكرانيا” هو: “نزع سلاح” الجارة الموالية للغرب، و”تطهيرها من النازيين”، ومنعها من الإنضمام إلى “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو).
ونقلت وكالة (تاس) ووكالة الإعلام الروسية ووكالة (إنترفاكس)، وجميعها تابع لـ”موسكو”، عن ممثل هيئة مختصة في “روسيا”، قوله إن “أوكرانيا” تطور أسلحة نووية في محطة (تشرنوبل) النووية المعطلة، التي أغلقتها السلطات عام 2000.
أوكرانيا تنفي خطط إنضمامها للنادي النووي..
لكن الحكومة الأوكرانية تقول؛ إنها ليس لديها خطط للإنضمام مجددًا إلى النادي النووي، وإنها تخلت عن أسلحتها النووية؛ في عام 1994، بعد إنهيار “الاتحاد السوفياتي”.
وقبل الحملة العسكرية الروسية في “أوكرانيا”؛ بوقت قصير، قال “بوتين”؛ في كلمة، إن “أوكرانيا” تستخدم الخبرة السوفياتية في صناعة أسلحة نووية، وإن هذا يرقى إلى الاستعداد لهجوم على “روسيا”.
والسبت؛ أكد الرئيس الروسي أن بلاده لا يمكنها تجاهل تصريحات تتحدث عن تحول “أوكرانيا” إلى قوة نووية.
“الكتائب الطوعية” و”النازيين الجدد”..
وكثيرًا ما تحدثت “روسيا”؛ على لسان رئيسها، “فلاديمير بوتين”؛ ومسؤولين آخرين، عن هدفها في حماية الأشخاص الذين تعرضوا، على مدى: 08 سنوات إلى: “سوء المعاملة” و”الإبادة الجماعية” في “شرق أوكرانيا”، وسعيها إلى إجتثاث من تسميهم: “النازيين الجدد” من الجارة الغربية.
كما سبق أن كشف المتحدث باسم (الكرملين)؛ “ديمتري بيسكوف”، أن “بوتين” يُشير إلى خطط “موسكو” لتحرير “أوكرانيا” من: “النازيين الجدد” وأنصارهم وإيديولوجيتهم، لافتًا إلى أن “كييف” إجتذبت ما يُسمى: “الكتائب الطوعية”، وهي حسب التوصيف الروسي مجموعات من القوميين المتعصبين بتمويل وتجهيز رجال الأعمال الأوكرانيين المقربين من حكومة؛ ما بعد 2014.
وعقب تصريحات “بوتين”؛ عن “النازيين الجدد”، قال الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، مخاطبًا الروس: “أوكرانيا في نشرات أخباركم وأوكرانيا في الواقع دولتان مختلفتان تمامًا. والفرق بينهما هو أن بلدنا حقيقي. قيل لكم إننا نازيون، لكن هل يمكن لشعب فقد أكثر من 08 ملايين شخص في المعركة ضد النازية أن يدعم النازية ؟”.
وتساءل “زيلينسكي” مستنكرًا: “كيف يمكنني أن أكون نازيًا ؟.. اشرحوا ذلك لجدي الذي خاض الحرب بأكملها في مشاة الجيش السوفياتي، ومات عقيدًا في أوكرانيا المستقلة”.
ووفق صحيفة (واشنطن إكزامينر) الأميركية، فإنه من المُرجح أن “بوتين” كان يُشير إلى: “مقاتلي آزوف”، عندما قال إن جزءًا من الهجوم الروسي الجاري حاليًا، يرمي إلى: “إجتثاث النازية” من “أوكرانيا”.
من هم “مقاتلو آزوف” ؟ .. وما سر العداء الروسي لهم ؟
وتُعد (كتيبة آزوف) وحدة مشاة عسكرية يمينية قومية، متهمة بتبني إيديولوجية: “النازيين الجدد”، وخطاب كراهية يدعو لتفوق العنصر الأبيض، وقاتلت لأول مرة إلى جانب الجيش الأوكراني في شرق البلاد؛ عام 2014، ضد الانفصاليين الموالين لـ”روسيا”.
وبعد جهودها في استعادة مدينة “ماريوبول” الإستراتيجية الساحلية ومينائها من الانفصاليين المدعومين من “روسيا”، دُمجت الوحدة رسميًا في “الحرس الوطني الأوكراني”؛ في 12 تشرين ثان/نوفمبر 2014، وحصلت على إشادة كبيرة من الرئيس آنذاك؛ “بترو بوروشينكو”، حيث قال في فعالية إن: “هؤلاء هم أفضل محاربينا. أفضل متطوعينا”.
اندمجت في “الحرس الوطني الأوكراني” !
وقالت المحللة الأميركية المتخصصة في الشؤون الأمنية؛ “إيرينا تسوكرمان”، إن: “(كتيبة آزوف) وحدة قومية متطوعة دُمجت في النهاية في الجيش الأوكراني، ورغم اتهام بعض أعضائها بالإعجاب بشخصيات أوكرانية يمينية متطرفة؛ شاركت في معارضة الاتحاد السوفياتي وانحازت إلى النازيين، فليس صحيحًا أن الوحدة تنتمي إلى النازيين الجدد أو المتعصبين للبيض”.
وفي حديث مع موقع (سكاي نيوز عربية)، أضافت “تسوكرمان” أن: “هذه الوحدة التطوعية أصبحت جزءًا من الاحتياط العسكري للحرس الوطني لأوكرانيا، وهي معروفة بقتالها الشرس، وباتت جذورها وميول بعض أعضائها ذريعة لبوتين لوصف كتيبة بأكملها بأنها مجموعة نازية، والضغط من أجل نزع النازية عن أوكرانيا”.
وقالت: “في الواقع؛ فإن جزء من معارضته لتلك الكتيبة لا علاقة له بالإيديولوجية، بل له علاقة أكبر بنجاحها في استعادة مدينة ماريوبول ومينائها الإستراتيجي من القوات الموالية لروسيا”.
ولفتت المتحدثة إلى أن (كتيبة آزوف): “بدأت كميليشيا، ثم دُمجت في القوات المسلحة الرسمية، وتتبع الآن الخط الرسمي للجيش الأوكراني. في الماضي، كان بعض الأعضاء يرتدون صليبًا معقوفًا وشارات نازية أخرى، وأتبع مؤسسها أيضًا الإيديولوجية النازية وكان ينتمي إلى منظمة تفوق البيض”، مشيرة إلى أن: “الولايات المتحدة كانت قد منعت التدريب المشترك مع هذه الوحدة؛ بينما كانت لا تزال ميليشيا، وأكثر من نصف أعضائها من ناطقين بالروسية، وكثير منهم من دونيتسك ولوغانسك”؛ اللذين تعترف “موسكو” باستقلالهما.
وزادت في دفاعها عن تلك الميليشيا: “مع إنضمامها للجيش؛ حققت الكتيبة نجاحات عسكرية كبيرة، وهي الآن كتيبة كاملة وأصبح دمجها في الجيش مؤثرًا من حيث قدراتها العسكرية، لكن الحديث عن الإيديولوجية تلاشى. تمت ترقيتها إلى فوج، وأعيد هيكلتها كأي وحدة رسمية للجيش الأوكراني بتدريب رسمي، وبمرور الوقت أنضم العديد من المتطوعين الأجانب، وبعضهم من كرواتيا، إلى هذه الوحدة. كان بعضهم قد غادر بعد أن دُمجت في الخدمة العسكرية، بينما حصل آخرون على الجنسية الأوكرانية. وتغيرت النظرة تجاهها بمرور الوقت فتم رفع الحظر الأميركي على التدريب المشترك معها، ولم تُعارض مجموعة يهودية أوكرانية رفع الحظر، مما يُشير إلى إصلاحات وتغييرات كبيرة”.
وأوضحت “تسوكرمان” أنه: “منذ عام 2016، انخرط هذا الفوج بأغلبية ساحقة في القتال ضد الانفصاليين الموالين لـ”روسيا”؛ شرقي “أوكرانيا”، بحيث “أصبحت البعبع المناسب لدعاية بوتين”. بحسب إدعاء المحللة الأميركية.
وأكدت على أنه: “في ذروة اجتذاب اليمين المتطرف، كانت الوحدة أيضًا مختلطة، وجذبت الليبراليين والفوضويين واليساريين وغيرهم. وبمرور الوقت، ومن خلال جهود متضافرة، اتخذت الوحدة خطوات لنزع الطابع السياسي عن نفسها”، لافتة إلى أن: “الوحدة حاليًا ليست ميليشيا وليست وحدة مستقلة، ولا تختلف عن أي وحدة عسكرية أخرى في القوات المسلحة الأوكرانية”.
سلوك مستفز..
وفي موقف مستفز؛ قبل مدة تسبب مقطع فيديو نشر على حساب (كتيبة آزوف) الرسمي على موقع (تويتر)، ظهر فيه أحد مقاتلي (آزوف) وهو يقوم بغمس الرصاص في دهن الخنازير، في رسالة تستهدف “الشيشان” المسلمين الذين يُحاربون على الحدود الروسية، بموجة غضب واسعة في مختلف أنحاء العالم.
ويُظهر في المشهد المصور، أحد مقاتلي الكتيبة الأوكرانية وهو يغمس الرصاص في دهن الخنزير ويتوجه للمقاتلين المسلمين “الشيشان” قائلاً: “إخواني المسلمين الأعزاء، في بلادنا لن تذهبوا إلى الجنة، لن يُسمح لكم بالدخول إلى الجنة، إذهبوا إلى منازلكم من فضلكم، هنا سوف تواجهون المشاكل، شكرًا لاهتمامكم، وداعًا”.
وحول سبب اختيار دهن الخنازير، يرى بعض المحللين هذا السلوك جاء لاستفزاز المقاتلين المسلمين نظرًا إلى أن لحم ودهن الخنزير يُعتبر من المحرمات لدى المسلمين، ومن يتناوله لا يدخل الجنة.
وأعلن “دينيس بوشلين”، زعيم الانفصاليين الموالين لـ”روسيا”؛ في منطقة “دونيتسك”؛ شرق “أوكرانيا”، السبت، عن قيام مقاتلي (كتيبة آزوف) بتفجير عبوة ناسفة في أحد الأبنية فوق روؤس الأطفال والمدنيين العزّل في “ماريوبول”.