• 28 Jun 22
  • smartwatchesss

إن لم تستطع تغيير عالمك.. قم بتغيير مشاعرك

A Decrease font size.A Reset font size.A Increase font size.

إن لم تستطع تغيير عالمك.. قم بتغيير مشاعرك

ترجمة: أفنان أبو عريضة

عمان- الجميع، وحتى أكثرنا حظاً يتمنون لو يكون بمقدورهم تغيير أجزاء من واقعهم. قم بالتفكير بواقعك أنت، قم بالتفكير بشيء يسبب لك القلق والتوتر والألم، لربما تعاني من عدم قدرتك على إيجاد وظيفة أو أنك لا تشعر بالشغف تجاه ما تقوم به. أو لربما تشعر بالوحدة وعدم امتلاكك صداقات حقيقية. كيف يمكنك تغيير أي من ذلك؟ لربما يمكنك تغيير مكان السكن أو نوعية أصدقائك أو وظيفتك. بمعنى آخر، يمكنك تغيير عالمك الخارجي لتشعر بتحسن عالمك الداخلي. بحسب ما نشر في موقع “ذا اتلانتك”هذا ليس بالأمر السهل، أليس كذلك؟ التنقل المستمر وتغيير الوظيفة أو الأصدقاء ليس بالأمر العملي، ويرجح أيضاً أنك ستأخذ مشاكلك معك إلى حياتك الجديدة أيضاً، إذ ليس بإمكانك الهرب من نفسك.يقطن بين مشاكل حياتك وردود أفعالك عليها حيز، في هذا الحيز يوجد حرية. باستطاعتك اختيار إعادة تشكيل عالمك الخارجي وأن تبدأ بتغيير ردود أفعالك عليها.أحياناً ما يكون تغيير ظروفك صعباً لكنه ضروري، في حالات العنف والامتهان مثلاً. وأحيانا أخرى يكون تغيير ظروفك عملاً يسيراً، كأن تخلد إلى النوم مبكراً.لكن ما بين العالمين، تكون محاربة الواقع مستحيلة أو غير عملية على الإطلاق. فقد تتشخص بمرض عضال حيث لا يوجد له علاج أو فرص علاج. ولربما يقوم أقرب الناس إليك بهجرك رغماً عنك. ولربما لديك مهنة أحلامك ولكن ليس مدير أحلامك، ولن يقدم أحد لك مديراً جديداً.في مواقف كهذه، تغيير شعورك تجاهها يكون أيسر بكثير من تغيير الواقع الفيزيائي، وإن كان هذا التغيير مصطنعاً. قد تبدو مشاعرك خارج سيطرتك في أفضل الحالات وأكثر اضطراباً وقت الأزمات، ولهذا بالتحديد يكون تغيير مشاعرك ذا الفائدة الأكبر. قد يقع اللوم في هذه الحالات على تركيبنا البيولوجي، فالمشاعر السلبية كالغضب والخوف تحفز لوزتي الدماغ، واللتين بدورهما يوقظان غريزة الحذر والترقب وتفادي الخطر. بمعنى آخر، التوتر يجعلك تحارب، تهرب، أو تتجمد. لكن اليوم في عالمنا التقني المتسارع، يعتبر التوتر والقلق مرضين مزمنين وليست لحظات عابرة لمعظم الذين يعانون منهما.وليس من المفاجئ أن التوتر المزمن يسبب ميانيكية التأقلم الغير تكيفي. وهذا يشمل الإدمان على المخدرات والكحول واجترار مصدر التوتر والإقدام على الأذى الشخصي ولوم الذات. هذه الردود ليست فقط غير مفيدة في تقديم حلول طويلة الأمد؛ بل من الممكن أيضاً أن تفاقم المعاناة إلى حالة الإدمان والاكتئاب والتوتر المزمن. وعندما تفشل هذه السبل الدفاعية في حل مشاكل الحياة، يلجأ الشخص إلى الاستسلام لمشاعره السلبية ويقرر محاولة تغيير عالمه الخارجي.إن قمت بأخذ مجموعة من مشاكلك وقررت أن تدير مشاعرك تجاهها وتضع استراتيجية أفضل من تغيير العالم من حولك، يمكنك اتباع الخطوات الأربع هذه لتصل إلى واقع أكثر سعادة:1. انتبه لمشاعركعند قيامك بمراقبة مشاعرك كما لو أنها تنتمي لشخص آخر، يمكنك حينها تقديم نصائح أفضل لنفسك. ففي النهاية، أنت لا تقوم أبداً بنصح صديقك الذي ينتظر نتائج فحص طبي بأن يشرب الكحول حتى الثمالة. عليك النظر إلى مشاعرك نظرة بعيدة محايدة ومليئة بالفضول.2. تقبل مشاعركفكرة تغيير ظروفك إن كنت حزيناً هو فعل مبني على الافتراض أن مشاعرك السلبية يجب إبادتها. في الكثير من الحالات تكون المشاعر السلبية مضنية وتحتاج إلى العلاج كما في حالات الاكتئاب والتوتر المزمن. لكن في معظم المواقف الحياتية، تكون المشاعر السلبية جزءاً لا يتجزأ من التجربة البشرية، والتخلص منها تماماً سيسبب شحوب حياتك. وتظهر أيضاً الأبحاث المختصة أن المشاعر والتجارب السلبية تساعد البشر على إيجاد المعنى للحياة والهدف من ورائها.3. قلل من توقعاتكهذه مشكلة شائعة، فوضع توقعات غير منطقية لكيف يجب على السعادة والحياة أن تكونان. قم بتهدئة نفسك، وقم بسؤال نفسك إن كنت تسأل من العالم أن يقدم لك شيئاً غير ممكناً. فلربما كنت تنظر في الاتجاه الخاطئ للوصول إلى السعادة.4. قدم المزيدتظهر إحدى الدراسات في جامعة «إنسياد» الفرنسية أن الناس تعتبرون أنفسهم ضحايا لظروفهم وأنه لا يقع على عاتقهم أي من المسؤولية إلى ما آلت إليه الأمور في حياتهم. ومن الشائع أيضاً قيامهم بالنظر إلى أنفسهم على أنهم الضحايا أثناء قيامهم بإيذاء أحبائهم. السبيل لحل هذه المشاكل المتكررة هو من خلال تقديم العون والمساعدة للآخرين دون شروط. فمساعدة الغير هي أكثر الطرق كفاءة في جلب السعادة إلى حياتك؛ من خلال إدامة الفكرتين المتناقضتين، أنك ضحية والمضحي في الآن ذاته. فإن كنت تشعر بالوحدة في بيئة عملك، قم بمصادقة زميل تشعر بأنه يعاني ويحتاج إلى الرفقة مثلك تماماً. إن كنت تعاني مع صحتك، قم بإيجاد آخرين يمرون بتجربة مشابهة لتكونوا آذاناً صاغية وأيادي معينة لبعضكم. في حمل أثقال غيرك، تقوم الحياة برفعك للأعلى.

9:22 م2021-12-07 شاركها فيسبوك تويتر لينكدإن واتسابعبر البريد طباعة