عمرها 20 عامًا وتدرس في 4 بلدان مختلفة.. مشوار نيرة مع التعليم في «بلاد بره»
نيرة عسكر فتاة تشع طاقة وحيوية خريجة مدرسة "ستيم" للمتفوقين فى مصر، حصلت على منحة لدراسة علوم الكمبيوتر فى أمريكا ولكن بطريقة مختلفة فى جامعة "منيرفا" الأمريكية تجعلها تدرس فى أكثر من دولة منها أمريكا وكوريا وألمانيا وإنجلترا.. ونيرة تحكى تجربتها بكل ما تحملها من مميزات وعيوب بعيون بنت مصرية.
من هى نيرة عسكر صاحبة أهم صفحات على السوشيال ميديا تتحدث عن تجارب الدراسة فى الخارج؟
عمرى 20 سنة وأدرس حاليا فى المرحلة الجامعية وتحديدا في جامعة أمريكية اسمها "منيرفا" هذه الجامعة نظامها مختلف؛ حيث تجعلنا نسافر لعدد من الدول للدراسة، وقد تخرجت في مدرسة "ستيم" في المرحلة الثانوية فى مصر وأدرس هذا التيرم فى لندن في تخصصين وهما علوم الكمبيوتر والاقتصاد.
هل نوعية الدراسة في مدارس "ستيم" ساهمت فى سفرك للخارج؟
نعم نظام الدراسة كان مختلفا، فهي مدرسة للمتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، وهى مدرسة "داخلية" وكان نظام الدراسةفيها يتطلب من الطلاب عمل مشروع كل تيرم، حتى المناهج وطريقة الامتحانات مختلفة، أما قصة الدراسة فى الخارج فأنا التى قدمت عليها بنفسى ويوجد خطأ شائع بأن الطلاب فى مدارس ستيم يحصلون علي منح دراسية، لكن الحقيقة نحن من نبحث بأنفسنا ونسعى للدراسة بالخارج، لكن من تجربتي الشخصية فالمدرسة ساهمت بشكل مختلف وهو أنها جعلتنى أنظر للجامعات بشكل مختلف حتى أصبحت فكرة كليات القمة ليست هى المهمة، فالكليات عبارة عن أبواب متعددة ونحن نسعى لاختيار المناسب لنا.
ماذا عن الجامعة التى تدرسين فيها حاليا، وهل لها نظام دراسة مختلف عن الجامعات الأخرى؟
جامعة "منيرڤا" وهى جامعة لها نظام دراسة مختلف عن باقى الجامعات الأمريكية، فنحن نتعلم في دول مختلفة، الطلاب في جامعتي من أكثر من ٧٠جنسية، وعدد الطلاب في دفعتي حوالي ٢٠٠طالب عددنا صغير ورغم ان الفكر مختلف، ولكن نتواصلمع بعض بسهولة، وننقل هذه الاختلافات لبعض في المحاضرات التى نأخذها "أونلاين" على تطبيق تابع للجامعة مثل تطبيق "زوم"، وفكرة الدراسة والتنقل بين عدد من الدول والجامعات كانت مفيدة جداً لأني تعلمت من ثقافات كثيرة ساهمت في توسيع مداركى وفهم العالم أكثر ومن وجهات نظر متعددة، والشهادة الجامعية سوف تكون من أمريكا طبعا ولكنني أتلقي العلوم كذلك من ألمانيا وكوريا الجنوبية وانجلترا، والدراسة بالمناسبة رغم أنها في 4 بلدان مختلفة لكن كلها باللغة الانجليزية.
كيف كان رد فعل الأسرة حول فكرة سفرك للخارج خاصة أنك فتاة وسنك صغيرة؟
أبى وأمى كانا يدعماني دائما أنا وأختى ويفتخران بنا عندما نحقق إنجازاً دراسياً،ورغم هذا كانا رافضين أن أبعد كل هذهالفترة، ولكن انا كنت مصممة جدا واستغرق اقناعهما نحو سنة كاملة.
فى رأيك ومن خلال تجربتك الشخصية ما هى عيوب ومميزات الدراسة فى الخارج؟
تجربتى الشخصية نابعة من رحلة الدراسة فى الخارج عندما نعيش وحدنا تكون كل تفاصيل حياتك من مسئوليتك الشخصية، طبخ ومذاكرة وتنظيم كل تفاصيل حياتى أنا مسئولة عنها، وهذه التفاصيل قد تبدو صغيرة ولكنها متعبة، مثلا من الممكن ان أستيقظ من النوم وأنا متعبة جدا فقط لأننى تذكرت الملابس فى الغسالة، ومن أهم التفاصيل الصغيرة والتى تبدو غير مهمة ولكنها كانت مرهقة بالنسبة لى هى حمل أكياس السوبر ماركت لمسافة طويلة، ولكن الغربة علمتني كيف استخدم أموالى واهتم بصحتى ووقتى وطرق التعايش مع أناس من ثقافات مختلفة تماما، فمن رأيي أن أهم مميزات الدراسة بالخارج أنها توسع مداركك وترى العالم كيف يفكر، لكن العيب الأكبر طبعاً هو الغربة وافتقاد كل تفاصيل العائلة خاصة في المناسبات، لكن بالتأكيد لو عاد الزمن بي كنت سأخوض التجربة مرة أخرى، ولا أستطيع أن أقول بأن الحياة كانت وردية وجميلة.. فقد مرت علي أوقات صعبة، ففى يوم كنت مريضة جدا حتى أننى لم أكن أستطيع الحركة من السرير، وتغلب البكاء علي وقلت لو كنت فى البيت وسط أهلى لكنت وجدت أحداً بجانبي، صحيح أن كثيرين فى الخارج شخصياتهم لطيفة لكنهم لا يتدخلون في حياتك نهائياً.. فقد تراني صديقة لي أبكي وبدلاً من أن تسألني عن أحزاني أو تخفف عني أو تساعدني.. قد تتجاهل تماماً الأمر حرصاً منها علي ألا تتخط حدود مساحتى الشخصية.
هل الحصول على منح دراسية سهل.. وما هى الشروط المطلوبة وتكلفة الدراسة؟
الحصول على منح دراسية ليس سهلاً وله شروطكثيرة، وحتى بعد تحقيق كل الشروط فالقبول غير مضمون، وأنا أرى طلاباً مجتهدين ودرجاتهم أعلى مني ولم يتم قبولهم، فالقبول معناه ان الجامعة ترى انك مناسب لها، وهناك أمثلة لطلاب رفضت في بعض الجامعات ولكن تم قبولهم في "هارفارد"، وبالتالي رفضك من الجامعة ليس معناه انك اقل أو أنك فاشل.. وكل هذه الأمور والتفاصيل أوضحها علي صفحتي علي فيسبوك، وعموماً أنصح كل طالب يخطط للدراسة بالخارج أن يبحث عما هو شخصيا يحتاج لتعلمه، ويحسب الموضوع بشكل جيد ويرى: هل هو يستحق التعب؟ وأن يكون هدفه التعلم وليس أن يقال عنه انه مختلف أو مميز لان الموضوع ليس بسيطاً، فبالنسبة لي الدراسة بالفعل صعبة وتحتاج وقتاً ومجهوداً كبيراً، كما أن الأمر بالنسبة للفتيات ليس سهلاً بسبب الشعور بالأمان في بعض المناطق، فأنا كنت أعيش في سان فرانسيسكو وهناك وجدت أشخاصاً فى الشوارع ليس لهم بيوت، ولم أكن أعرف أن أغلبهم خطر، وفي الجامعة كانوا يوزعون علينا وجبات طعام.. وأنا كنت لاأتناولها لأنني لست متأكدة أنها "حلال"، فقلت ما المشكلة لو أعطيت هذا الطعام للمشردين بالشوارع، وفى إحدى المرات وضعت الأكل بجانبهم.. ولكن فجأة قام أحدهم وجرى ورائى وكنت فى منتهى الرعب.
هل دراستك فى الخارج فتحت لك أبواب السفر لعدد من الدول الأخرى؟
نحن كطلاب نحصل على فيزا لدولة واحدة، وهى الدولة المقرر الدراسة فيها، ولكن مثلا فيزا ألمانيا عندما نحصل عليها تكون "شينجن" وهذا يعطينا مساحة اكبر لزيارة عدد من الدول فى أوروبا، وممكن عبر رحلة فى الجامعة نزور دولاً قريبة من ألمانيا فى إجازة قصيرة، وقد سافرت حتي الآن لـ10 دول.
خلال فترة الدراسة والسفر مررت بتجربة الخطوبة.. هل تنوين الزواج بعد الجامعة؟
لا.. في البداية العمل، وخطيبى يدعمنى ويشجعنى فى كل التفاصيل ويعطينى من خبراته، وهو مناسب لى تماما فى طريقة التفكير.