• 10 Apr 22
  • smartwatchesss

يا أصحاب المشاريع .. الهواتف ليست كالمحامص

ليو لويس من طوكيو

سواء كانت شركة ناشئة صغيرة، أو تكتلا عملاقا، أو مستثمرا تتداخل اهتماماته مع التكنولوجيا ووجبة الإفطار، فإن السؤال نفسه المهم يبرز في النهاية: هل يجب على الشركة التي تصنع محمصة خبز شهيرة أن تجرب حظها في صناعة الهواتف المحمولة؟
الألغاز من هذا القبيل تعد من العناصر الأساسية في محاضرات كليات إدارة الأعمال. قامت شركة تيفاني آند كو بعمل جيد من خلال إضافة الحلي إلى مجموعتها الأصلية من الأدوات المكتبية. وبدت شركة بيركشاير هاثاواي ذكية عندما عززت المنسوجات بالتأمين. نحن نبجل هذه القصص عندما تنجح، ونعتبرها متهورة عندما تفشل.
تعد اليابان مصدرا رئيسا لمثل هذه التجارب: تتضمن عديدا من أعظم نجاحات الشركات (تويوتا ونينتيندو وياماها) تحولات في الوقت المناسب للتركيز (من النول وأوراق اللعب والأرغن المزماري). لكن، مثل مدمن الميسر إذا سمع صوت النرد، يبدو أن البلاد لديها أيضا شعور محدد فيما يتعلق بالمحامص والهواتف. "يجب أن يكون من الممكن لشركة ما أن تصنع كلا المنتجين على مستوى تنافسي عالمي"، هذا ما تمتمت به الأصوات في رأس الشركة "سنكرر التجربة حتى تتغير النتيجة".
تنمو مبادئ هذا الإيمان بشكل أكثر وضوحا في كل مرة يتم اختباره فيها. صنعت كل من هيتاشي وتوشيبا وميتسوبيشي وباناسونيك وشارب، محمصات الخبز والهواتف المحمولة في وقت واحد. جميعها تظل بطريقة ما في دائرة المحمصة، لكن تم إجبارها بسبب الفشل، إما كليا وإما إلى حد كبير، على الخروج من قطاع الهواتف المحمولة العالمية.
آخر شركة تحاول انتزاع السيف من الصخرة هي "بالمودا"، وهي شركة يابانية يقودها التصميم، أدرجت أسهمها في طوكيو منذ أكثر من عام بقليل، جاءت إلى السوق باسم مبني أساسا على فرن المحمصة الرائعة حقا. وهي تبيع أيضا عديدا من الأجهزة المنزلية البسيطة الأخرى، إضافة إلى صلصة الكاري "للبالغين فقط". جنون المحمصة يعني أن الأسهم ارتفعت 88 في المائة في اليوم الأول من التداول. الآلة جميلة، والخبز الذي تحمصه محمص بشكل مناسب. لكن محمصة شركة بالمودا أكدت لأولئك الذين دفعوا 225 دولارا للانضمام إلى جيشها من المعجبين المتمسكين بها، أنها ليست مجرد محمصة للخبز كما أن غلاية بالمودا ليست مجرد غلاية كهربائية. هذه أمثلة على كمال التصنيع الياباني في أفضل حالاته؛ إشارة إلى انتصار السرد التسويقي.
إذا كان هناك شيء واحد يبرع فيه مؤسس بالمودا، جين تيراو، فهو بناء السرد: حول نفسه (ترك المدرسة، وكان عضوا سابقا في فرقة لموسيقى الروك)، ويأتيه الإلهام من (التجول وحيدا في إسبانيا، وستيف جوبز) ومن المنتجات نفسها (التجربة والخطأ والدموع). في أيار (مايو) الماضي انضمت إلى القائمة قصة جديدة: لطالما حلم تيراو بصنع هاتف محمول وهو ما سيقوم به لاحقا خلال 2021.
الجهاز الناتج، الذي صممته بالمودا وجمعته شركة "كيوسيرا" اليابانية العملاقة للتكنولوجيا، طرح للبيع في تشرين الثاني (نوفمبر) بسعر 104.8 ين (919 دولارا). لكن هذه المرة، لم يكن التصفيق والتشجيع كافيين. تم الحكم على الهاتف بأنه بلاستيكي للغاية، ومعالجه أكثر تعقيدا من التكلفة الضمنية، وسعره أعلى بشكل غير مبرر من جهاز "آيفون 13 ميني". في الأسبوع الماضي، تم تعليق مبيعات الهاتف بينما تحل بالمودا بعض مشكلات البرامج. السهم حاليا أقل 64 في المائة من ذروته.
انضمت بالمودا الآن إلى بعض أعظم الأسماء الصناعية في اليابان لتعلم أن المشكلة تكمن في أن الهواتف تختلف عن المحامص بطريقة واضحة، ولكن أيضا مؤلمة للفهم.
يمكن أن يستفيد كلا المنتجين بلا شك من أحدث التكنولوجيات والتصميم، لكن الهواتف تتطلب في المقام الأول عقلية متطورة. تكمن خطوة بالمودا الخاطئة في التفكير في أنه نظرا لكونها ممتازا في التصميم - والهواتف الحديثة تدين بالكثير للتصميم - فيمكنها، في محاولتها الأولى، تصميم هاتف مرغوب فيه بدرجة كافية للحصول على سعر يبلغ 919 دولارا. اكتشفت توشيبا وباناسونيك وغيرهما بشكل منفصل أن كونك جيدا جدا في التكنولوجيا لا يضمن النجاح في هذا المجال المحدد لتكنولوجيا المستهلك العالمي. في جميع الحالات، فإن حجر العثرة هو التركيز على الجهاز بدلا من النظام الأساسي الذي يبثه والتجارب التي يقدمها. تظل سوني ونينتيندو، اللتان تم تصميم وحدات التحكم في الألعاب الخاصة بهما بشكل كبير حول منصتيهما، قادرتين على المنافسة عالميا بفضل هذا الإدراك.
للحظة وجيزة، في الأعوام التي سبقت إعادة تشكيل آيفون بالطريقة التي كنا نفكر بها بشأن الهواتف، أدركت اليابان كل هذا. كان جهاز "آي مود" من شركة "إن تي تي دوكومو" عبارة عن منصة إنترنت عبر الهاتف المحمول أرادت شركات النقل وصانعو الهواتف حول العالم ترخيصها أو محاكاتها. عندما ظهر أول جهاز آيفون، وأصبح الجميع مذهولين بتصميمه الرائع ووظائفه وشاشته التي تعمل عن طريق اللمس، قام صانعو الهواتف اليابانية، المنغمسون في المعايير القديمة لتكنولوجيا المستهلك، بتحويل الانتباه إلى ذلك وسمحوا بالتركيز بلا حدود - على تصميم البرامج والمنصة – وانجرفوا وراء ذلك.

إنشرها

أضف تعليق

يا أصحاب المشاريع .. الهواتف ليست كالمحامص