أربعة آلاف منتحل صفة مأذون شرعي وفتيات بدون وثائق زواج تثبت حقوقهن كلمات مفتاحية
القاهرة ـ «القدس العربي» : يواجه وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أوقاتا عصيبة إذ أمطره العديد من الكتاب من خصوم الإسلاميين بهجوم حاد على مدار الأيام الماضية «جمعة حسبها غلط»، هكذا علق أحد الكتاب، وهو يشاهد تواتر الهجوم على الوزير، بسبب قراره إرسال بعثات دعوية لقرى ومدن الساحل الشمالي، اللتين تقصدهما نخبة المال والأعمال والفن، خلال فترة الصيف، فإذا بهم يفاجأون بالقرار الذي برره وزير الأوقاف، بأنه يأتي في إطار تطوير الخطاب الديني، لكن النتيجة جاءت على عكس ما يتوقع الوزير جمعة، الذي وجد نفسه في مواجهة مع من ظنهم سنده وظهره الذي يحميه من ملاحقات الإخوان، الذين يضعونه في صدارة خصومهم.
التيار العلماني بين الكتاب فسّر القوافل الدعوية باعتبارها تمثل إهانة لرواد الساحل الشمالي، والتعامل معهم باعتبارهم سفهاء لا يقيمون لدينهم وزنا، ولا هم لهم سوى التمتع بحفلات جنيفر لوبيز وغيرها من المطربين، وقد باتت المعركة ضد وزير الأوقاف تشهد المزيد من الاهتمام بين القراء، بسبب ما فيها من تكسير عظام للرجل الذي وضع على عاتقه أن يهاجم الإخوان ومن والاهم من السلفيين في كل شاردة وواردة.واهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 16 أغسطس/آب، بالعديد من القضايا أبرزها، إجراءات الحكومة من أجل المضي قدما في مسيرة الإصلاح الاقتصادي، والدفع بعدد من المشروعات. ومن الأخبار اللافتة، التوقيع على قرض جديد يوجه من أجل صيانة الخط الأول لمترو الأنفاق، ومازال العديد من طلاب الثانوية العامة يبحثون عن مقعد في الجامعات في ما تأمل الحكومة عودة الرواج لصناعة السياحة لسابق عهده. وتقوم مصر للطيران بنقل الحجاج بعد أن أدوا المناسك. ونال اللاعب محمد صلاح المزيد من الثناء. في ما زخرت صفحات الحوادث بالمزيد من الجرائم:
مشايخ على البلاج
افتتحت أمينة خيري في «الوطن» باب الهجوم على وزير الأوقاف: «فترة الصيف التي تذهب فيها طبقات بعينها من المصريين إلى قرى الساحل الشمالي الفارهة حيث «جو الساحل» و«فورمة الساحل» و«أمبيانس الساحل» ستشهد قوافل دعوية دينية من قبل شباب الأئمة. وقبل أن تسارع جيوش الدفاع الإيماني المهيبة، وجحافل التدين الحنجوري الرهيبة إلى تصويب سهام السفسطة، حيث المصيف والدين لا يتعارضان، وعسى أن تكون هداية العاصين والعاصيات على أيدى أئمة هذه القوافل، وتتابع أمينة: مسألة قوافل الساحل فيها معضلتان. الأولى هي أن طبيعة شعب الساحل الصيفي ليست من النوع الذي يهرع إلى أكشاك الفتوى للسؤال عن حكم وضع القطرة في العين، ومآل من دخل الحمام بالرجل اليمين وليس الشمال. نظرة طبقية؟ لا، إنها نظرة واقعية شئنا أم أبينا. نعم، كما قرأت تماما، الغالبية المطلقة من هذه النوعية من رواد الساحل لن يهرعوا إلى المشايخ الذين سيهبطون عليهم في عقر قراهم المليونية. وتسأل أمينة: وهل هذا يعني أن هذه النوعية غير متدينة؟ لا، بينهم المتدينون والـ«نصف نصف» وغير المتدينين، شأنهم شأن بقية المصريين، لكن نسخة التدين الشعبوي المتمثلة في كشك فتوى في محطة مترو، أو الخطبة التي تعتمد على الصراخ والتهديد والوعيد، ليست البضاعة الأكثر رواجا بينها، لماذا؟ أسباب يطول شرحها تتراوح بين نوعية التعليم والتنشئة، وعدم انصياعها وراء دعوات تكفير التفكير، وغيرها. هل هذا يعني أنها نوعية أفضل أو أرقى أو أحسن من غيرها من المصريين؟ لا، ليس بالضرورة، بينها ناس أفاضل، وناس دون ذلك».
اللي اختشوا ماتوا
في محاولة موفقة قامت بها حورية عبيدة في «المشهد» بهدف كشف الفارق بين المسؤولين في الخارج والداخل أحصت لنا هذه المواقف: «وزير ياباني ينتحر بعد تورطه في تبرعات غير قانونية، وآخر بريطاني يستقيل لأنه تأخر دقيقة واحدة – فقط – عن اجتماع ، وثالث روماني يستقيل بعد تصريحات مثيرة للجدل قال فيها: «إن سفر الآباء للعمل في الخارج يُعرِّض أطفالهم للانحراف؛ وزوجاتهم لأن يصبحن عاهرات»، ووزيرة ألمانية تُقال لأنها استخدمت «كوبون» الوزارة لتملأ سيارتها الخاصة بترولا. وفاة رضيع في مشفى؛ أو حادث قطار؛ أو انهيار بناية؛ أو سقوط طائرة؛ أو حريق كبير في أي دولة – تحترم شعبها – تعني استقالة المسؤول بشكل فوري مهما كانت كفاءته ومهارته، أما اليابانيون فالانتحار أشرف وأسرع وأهون مِن فضيحة يعانون ويلاتها أحياء. في دول العالَم «الآدمية» يُقال المسؤولون بسبب تصريحات؛ ومواقف؛ وصور فوتوغرافية غير لائقة؛ أو الخروج عن أعراف مناصبهم الرسمية. وفي أوطاننا يفشلون؛ والكوارث ترتبط بعهودهم؛ والفضائح تلاحقهم، ومراجل الشعوب تمور بالغضب والاستنكار؛ لكن الأيام تمر؛ ولا يُحرّك ساكنٌ، ويُعتمد على ذاكرة الشعوب «السمكية» التي لا تستمر سوى ثوانٍ تنسى بعدها السمكة تماما ما علق بها. وزيرة تعلن أن من يَنقد الوطن في الخارج «يتقطّع» مشيرة إلى رقبتها بعلامة النَّحر، ومثيلاتها يحضرن حفلا لمغنية ماجنة – اشتُهرت بمساندتها للكيان الصهيوني وجمع التبرعات له – ليأتي حضورهن بعد أيام من كارثة تفجير معهد الأورام وسقوط شهداء وضحايا وتشريد العديد من المرضى! لَم تكلف الوزيرات أنفسهن عناء زيارة ذوي المنكوبين لتطييب خواطرهم. تسأل الكاتبة: ألا يملك المسؤولون عندنا حق الاستقالة؟ أم يرفضونها طمعا في المزايا المادية والمعنوية؟».
اللي فوق واللي تحت
تأخذنا وفاء الشيشيني في «المشهد» لمعادلة يعرفها الكثيرون سلفا: «العلاقة بين أولاد الغلابة وأولاد «الذين».. الفرق بين مستشفيات البسطاء ومستشفيات الإعلانات، وما أدراك ما سطوة الإعلانات، تدور من حولها الحياة، إعلام ومحطات فضائية والذي منه.. كعكة كبيرة تتحكم في غذاء عقولنا بين المسموح أن نعرفه والمستخبي الذي يجب عدم كشف ستره.. بين حقك في أن تعلن شكواك بملء الفم لتصل للمسؤولين فتوقظهم من سباتهم.. أو يرتدعوا خوفا من الحساب. قيل أيام الثورة المغدورة، كان أقصى عقاب يمكن أن ينال مبارك وعائلته، هو الحكم عليهم بأن يعيشوا حياة الغلابة، بالأخص في العشوائيات، يأكلون من طعامهم ويركبون مواصلاتهم ويتعلمون في مدارسهم ويعالجون في مستشفياتهم وعياداتهم الحكومية، عقابا يستحقونه عما اقترفوه بحق المصريين. تخيلوا؟ حياة غالبية المصريين أصبحت عقابا قاسيا للمسؤولين المجرمين الذين لم يراعوا فينا ضميرا ولا دينا، مع أنهم أجراء عندنا.. ولكن لفساد الأوضاع والأحوال، أصبحنا إما عبيد إحسانهم، أو ضحايا سياساتهم وسجونهم! حالة مستشفياتنا الحكومية عدم.. باللغة الدارجة للمصريين غير المتفرنجين، يعني سيئة ينقصها الكثير من الأساسيات، الكل يعلم، ومع ذلك لا نرى أحدا يؤجل مشروعات الحجر من أجل دم ولحم الناس.. لن نذكر مرتبات العدم هى الأخرى، والتى أدت إلى هروب كثير من الأطباء للخارج إن استطاعوا، أو إلى القطاع الخاص بمرتباته الواقعية والمناسبة لقيمة الطبيب وتكلفة الحياة (بعد تسونامي التعويم) مما خلق لأول مرة عجزا مقلقا في عدد الأطباء، ولكن على مين؟ الحكومة لن يطرف لها جفن، فلن تقوم لا بتحسين المرتبات ولا حتى بتقييم بدل العدوى يعادل خطورة آثاره».
الضعفاء يسقطون غالبا
«الغرب – بما فيه امتداده الطارئ (الولايات المتحدة)- يؤمن بـ«الحتمية» المستقلة عن الله!»هكذا كما يشير محمود سلطان في «المصريون» كانت النظريات الفلسفية الكبرى، التي حاولت تفسير حركة التاريخ، من هيغل إلى ماركس إلى آدم سميث، انتهاء بمنظري اليمين المسيحي المتصهين في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا. المفكرون المسلمون يؤمنون – بالمثل- بالحتمية، ولكنها غير المستقلة عن الله، على نحو ما جسدها المفكر العربي المسلم ابن خلدون في «مقدمته»، وكما فسرها المفكر التونسي راشد الغنوشي عند ابن تيمية وابن رشد في كتابه «القدر عند ابن تيمية». ويشير سلطان إلى أن فشل المشروع الأمريكي في أفغانستان والعراق وفي غزة مؤخرا، كان نتيجة منطقية، للوثوق في «الحتميات» التي تعتمد على أن تحل «المقدمات» محل «الله». يتابع الكاتب: صحيح أن «المقدمات» تؤدي إلى «النتائج»، لكن بعد مشيئة الله، واستنادا إلى ذلك سقط الضعيفان: العراق وأفغانستان، خلال أيام في يد الأمريكان، وبعد سنوات، باتت القوات الأمريكية (ملطشة) للهواة من المقاتلين.. وفي بريطانيا 17 ألف هارب من الخدمة؛ بسبب الحرب في العراق. وتتوسع واشنطن في الخدمات الطبية النفسية، لعلاج جنودها العائدين من بغداد. ويتذكر سلطان عشية غزو العراق، كان كتاب فوكوياما «نهاية التاريخ»، يعلن قيام قيامة العالم، وأن الأخير قد وصل أعلى درجات الكمال، بانتصار النموذج الغربي – الذي تجسده الحالة الأمريكية الراهنة – على كل النماذج الحضارية والإنسانية في العالم. وفي العالم العربي، وفي ظل «الجبروت» الأمريكي، الذي لم يعبأ بالمفاجآت ولا بدروس التاريخ، تحول فوكوياما إلى «نبي» الدين الأمريكي «الخاتم»، وكتابه إلى «إنجيل» الليبراليين العرب الجدد. ويشير محمود إلى أنه قرأ عشية التمهيد لتدمير العراق، مقالات لعشرات الليبراليين، يستهزئون بكل من لا يثق في قدرة النموذج الأمريكي على «الخلود» بلا موت، ومن كل من يعتقد أن بإمكانه أن يتنفس بدون الرئة الأمريكية. الثقة كانت بمكان لا يمكن عنده التأكد، مما إذا كان «الواثق» عربيّا أم أمريكيّا، هم ليسوا – كما يبالغ البعض- «خونة».. كما أن الأمريكيين ليسوا مجانين، ولكنه التعلق بالمقدمات، بدون النظر في ما وراء ذلك، فتأتي النتائج بما لا يتوقعونه. وهذا هو الفارق بين المسلم الذي يعتقد أن يد الله تعمل في كونه وملكوته وغيره ممن يعتقد أن الله سبحانه، خلق العالم ثم «استقال» «كَبُرَتْ كَلِمَة تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ أن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبا» الكهف:5».
لهذا تتفاقم الظاهرة
تقدم محمد عبد الله زين الدين، وكيل لجنة النقل في مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حول انتشار مكاتب للسماسرة والنصابين ومنتحلي صفة المأذون، الذين يستغلون جهل البعض وفقر البعض الآخر، ممن يريدون إتمام زواج بناتهم، رغما عن أي قوانين للتخفيف من عبئها على الأسرة أو التكسب من تزويجهن. وأوضح زين الدين وفقا لصحيفة «الجمهورية»، أن منتحلي صفة المأذون يقومون بتزوير عقود الزواج الرسمي والعرفي، والنصب على المطلقات، وسرقة المعاشات وتزويج القاصرات. والفتيات يكتشفن في النهاية أنه لا توجد وثيقة زواج تثبت حقوقهن، وأن زواجهن مجرد خدعة وتجارة لاستغلالها. واشار النائب إلى وجود حوالي 4 آلاف من منتحلي صفة المأذون، مما يترتب عليه وجود آلاف من حالات الزواج والطلاق غير موثق لسيدات تم حرمانهن وأبنائهن من كل الحقوق. وطالب النائب بتشديد الرقابة وتوقيع عقوبات صارمة على منتحلي صفة المأذون وتوجيه اتهامات التزوير، وانتحال الصفة، وتسهيل أعمال منافية للآداب، بموجب شهادات زواج غير قانونية، وكذلك محاسبة الأهالي في حال معرفتهم الحقيقة والارتضاء بها. وأكد زين الدين أن البدء برقمنة الزواج من خلال عقود الزواج الإلكترونية يساهم في الحد من هذه الانتهاكات، الا أن الأمر يحتاج لبنية تحتية قوية لإنجاح التجربة».
هل رأى السامري جبريل؟
السؤال بحث عن إجابة عليه، وقدم إسلام عوض في «الأهرام» الإجابة قائلا: «قال تعالى حكاية عن السامري: «بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَة مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي» (طه/96)، قال المفسرون، إن السامري رأى سيدنا جبريل عليه السلام على فرسه، وإنه أخذ ترابا من تحت الفرس، واستفاد به في صناعة العجل. إذن كيف رأى السامري سيدنا جبريل عليه السلام وهو بشر، والبشر لا يرون الملائكة على هيئتهم؟ ينقل المفسرون عن جماعة من الصحابة والتابعين تفسيرهم هذه الحادثة، وهو أن السامري رأى فرس سيدنا جبريل فتناول قبضة من أثر حافره، فألقاها على ما جمعه من ذهب بني إسرائيل فأصبح عجلا له خوار، وحكى القرآن الكريم ما دار بين سيدنا موسى والسامري، حيث قال تعالى: «قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ. قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَة مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي» (طه/94- 95). وقد أورد المفسرون على هذا التوجيه إشكالات عدة، كيف رأى السامري سيدنا جبريل الوجه الأول وفق ما ينقل الكاتب: إن الله عز وجل هو الذي جعل السامري فتنة، فأراه سيدنا جبريل عليه السلام؛ ليستكمل الحكمة الإلهية في فتنة بني إسرائيل في هذا العجل الصنم، ولا مانع من رؤية البشر للملائكة، استثناء، بتمكين من الله سبحانه وتعالى، لحكمة يعلمها عز وجل. أما الوجه الثاني: فإن الآثار الواردة في تفسير الحادثة لا تتحدث عن رؤية السامري سيدنا جبريل عليه السلام، وإنما تتحدث عن رؤية أثر حافر فرسه، وفرق ظاهر بين الأمرين، إذ لا مانع أن يرى فرسا، ويرى عليه هيئة ملائكية لا يتمكن من تمييزها ومشاهدة صورتها وحقيقتها، وإنما يعلم أنه ملاك على فرس، فيأخذ قبضة من أثر ذلك الفرس. ولو تأملنا تفسير الصحابة والتابعين مرة أخرى أدركنا هذا الفارق».
هكذا نعاقبها
هدأت الضجة التي صاحبت قرار الخطوط الجوية البريطانية وقف رحلاتها إلى القاهرة أسبوعا، ولكن الرأي العام الذي رصد رد فعله سليمان جودة في «المصري اليوم»، لم يفهم ماذا بالضبط جرى، ولا ماذا على وجه التحديد دعا الخطوط البريطانية إلى اتخاذ ذلك القرار الذي كان غامضا ولايزال. وفي رسالة للكاتب من الدكتور عبدالغني الإمام، الأستاذ السابق في الجامعة الأمريكية في القاهرة، يقول إن القرار كان ماسّا بكرامة كل مصري، وإن وظيفة الحكومة أن تحافظ على هذه الكرامة في كل وقت، وإن وظيفتها تقتضى منها أن تفك غموض القرار، وألا تتركه هكذا محاطا بأكثر من علامة استفهام. والسؤال هو: ماذا على الحكومة أن تفعل؟ الدكتور الإمام يرى أن هناك إجراء من اثنين لا بد من اتخاذ أحدهما، حتى لو كانت أسابيع قد مرت على الموضوع، وحتى نقطع الطريق في المستقبل على الخطوط نفسها أو على غيرها، فلا نُفاجأ بخطوة غير مسؤولة في حقنا من نوع ما جرى. أما الأول فهو أن تبادر الحكومة بالفحص والتحقيق في أسباب القرار، وإذا كشف ذلك عن تقصير لدينا فعلينا الإعلان عنه والاعتراف به ومعالجته بشجاعة وبغير خوف من شيء، فلا شيء لدينا نخافه، ولا شيء يمنعنا من المبادرة بالإقرار بأي تقصير والتعامل معه بمسؤولية. والثانى هو فرض عقوبات على الخطوط نفسها، بوقفها أسبوعا مماثلا، ودعوتها إلى تقديم اعتذار رسمي عما تسببت فيه من أضرار لنا على مستوى السياحة وغير السياحة. فليس في العالم كما يؤكد الكاتب شيء اسمه قيام أي خطوط طيران بوقف رحلاتها إلى أي عاصمة بدون سابق إنذار».
تلامذة آخر زمن
«صباح الأحد الماضي قام ثلاثة طلاب في الصف الأول الثانوي، بإشعال النار في إحدى المدارس التابعة لمحافظة قنا، ما أدى إلى احتراق الكمبيوتر والأثاث الخشبي. التحقيقات التي اهتم بها عماد الدين حسين في «الشروق» كشفت دخول الطلاب للمدرسة عبر القفز على الأسوار، وسكب البنزين في غرف المدرسين وإشعال النيران فيها، انتقاما لرسوبهم في الامتحانات. وقد تم ضبط الطلاب الثلاثة، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم..الواقعة لا يعتبرها الكاتب مجرد حادث عابر أو «لعب وشقاوة وطيش عيال صغار»، بل هو حادث ينبغي أن يدق كل نواقيس الخطر، حتى لا نتفاجأ بكوارث نظن أننا بعيدون عنها. هذا الحادث يستلزم استنفار كل أجهزة الدولة والمجتمع المدني وليس الحكومة فقط، حتى نفهم كيف وصل الحال ببعض طلابنا إلى حرق مدرستهم، التي يفترض أن تكون في منزلة أقرب إلى دور العبادة. كنت أتمنى أن يكون الحادث عابرا وفرديا ولا يعبر عن ظاهرة عامة، لكن المؤشرات والمشاهد والحوادث المتتالية، لا تترك لنا خيارا إلا باعتباره يأتي في سياق عام، يقول إن غالبية القيم النبيلة والمحترمة في طريقها للاندثار، الأمر الذي ينبئ بصفات الجيل، وربما الأجيال القادمة. ويشير الكاتب إلى أن بعض أولياء الأمور كانوا يقفون بالأسلحة الآلية أمام اللجان، لإرهاب المراقبين حتى يضمنوا أن أولادهم حصلوا على «نصيبهم الكافي من الغش»، حدث هذا في أكثر من مدينة خصوصا في الصعيد، اعتداءات الطلاب على المدرسين والمراقبين، صارت مسألة لا تثير غضب الكثيرين، وكأنها أصبحت أمرا عاديا، خلافا لما تربينا عليه، باعتبار «المعلم كاد أن يكون رسولا!» هذه الحوادث، تقول لنا أن المشكلة ليست في الطلاب، بل إن أولياء أمورهم صاروا في حاجة لمن يعلمهم الأدب».
الحياء مات
حول عدوى الفحش وخدش الحياء أملا في مزيد من اللايكات عبر مواقع التواصل الاجتماعي قاد أحمد نور الدين في «الأهرام» هجوما واسعا: «تفاجئ بعض الفنانات جمهورها بإطلالة جريئة.. داخل سيارتها، تبرز أنوثتها.. بطن مكشوف وتنورة قصيرة». «زوجة (فلان) بإطلالة جريئة في حفل، شبه عارية». الصور الأولى من حفل (فلان) بملابس البحر». «ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب.. شاهد». «بجلد النمر وفستان لافت وقصير بإطلالة جريئة صور»! بهذه الأخبار وغيرها دأبت مواقع إخبارية على عرضها، بدون خوف من الجليل سبحانه، أو ضمير، أو مراعاة لقيم وعادات وأخلاق مجتمعنا، بذريعة زيادة عدد زوار تلك المواقع، واحتلالها مراكز متقدمة بين المواقع الأخرى المنافسة. وردا على من يعتبر الأمر حرية شخصية يرد الكاتب: أقر بأنها حرية شخصية لأي موقع يدير سياسته التحريرية كما يراها ويعتقد ويؤمن، لكن هناك حراما وحلالا تربينا عليه، وثمة أمور كثيرة مهنية تجعل هذه المواقع وأمثالها من المتنافسين، تتبوأ الصدارة واحتلال المقدمة في ارتفاع نسبة عدد زوارها، ثم هناك من الأخبار والقضايا ما هي أهم وأدعى أن تناقش وتبرز وتعرض. ثمة خلق عظيم، جليل، في ديننا اسمه خلق الحياء، تخلينا عنه للأسف، وعن ديننا، فصرنا في ذيل الأمم ومن أدناها وأقلها شأنا في كل شيء، بعد أن كنا في صدارتها يوم أن كنا معتصمين بديننا وأخلاقه، واتباع ما أمر به قدوتنا وأسوتنا الحسنة – صلى الله عليه وسلم – وما نهى عنه، يوم أن كنا نفخر بديننا وبعزته، يوم أن كنا بحظيرة ديننا، نتدثر بلباسه، كلية، لا نسير على سطر، ونترك سطرا، نأخذ منه ما يرضينا ويروق لنا ولأهوائنا، ونترك وندع شياطين الأنس والجن الذين يقضّون مضاجعنا ويلبسون علينا ديننا».
حربنا الأهم
نتوجه نحو الحرب على الإرهاب التي تضعها إلهام سيف الدولة في «الدستور» في طليعة الاهتمامات الوطنية الراهنة: «حربنا داخلية سواء كانت في مدننا أو في سيناء.. فسيناء ليست حدود مصر الشرقية، ولكنها قلب الوطن، وللمحافظة على القلب لا بد من تكامله مع مجمل أراضي الوطن. حربنا هي ضد الحرمان الذي يتضور منه غالبية المواطنين.. ضد الجهل، ضد الأمية، ضد انعدام العدالة.. ضد غياب العناية الصحية والتعليمية، ضد الفساد، ضد سوء معاملة الآخر إذا اختلف في العقيدة أو الجنس أو العمر. معركتنا شاملة إن وددنا قهرالإرهاب.. تسأل الكاتبة، من ينكر الدور الخطير الذي يضطلع به جنودنا البواسل على جبهة القتال؟تلك الجبهة المستعرة التي تموج بكل مظاهر العنف من عدو لا يتوقف حقده وكيده ورغبته في الفتك بنا؛ لولا حائط الصد المنيع من خير أجناد الأرض، الذين لا يتوانون في بذل الروح والدماء في سبيل أن نحيا في سلام وأمان؛ نسينا به إننا في حالة حرب حامية الوطيس شاقة وممتدة، لكن بفضل حماة الوطن وتوفيرهم هذا المناخ الآمن لنا نتناسى ما يواجهه من اعتداءات ومخططات ومكائد، وهذا الدور لا بد أن ننحني له إجلالا وإكبارا؛ ومن ينكره فلا حاجة لنا به وسطنا، ولا طاقة لتحمل ما ينفثه من سموم الغل والحقد وبث الكراهية تجاه بواسلنا المناضلين. والذي قد يتسبب في فتنة ينساق إليها ضعاف النفوس فنُسقط سلاحنا الذي حبانا الله به؛ وهم جند المحروسة الذين ينشدون الشهادة فداء لكل حبَّة رمل من أرض مصرنا الحبيبة، فسيناء المشتعلة تحتاج إلى رباطة جأش وثبات في التصدي لمواجهات شرسة لا يستطيعها سوى جبابرة المقاتلين الشجعان».
حفنة من الجهلة
«اهتم أحمد إبراهيم الشريف في «اليوم السابع» بما فعله كين كوتشينيللي رئيس إدارة الهجرة الأمريكية بالوكالة، حيث تلاعب بكلمات قصيدة لازاروس «التمثال الجديد» المنحوتة على قاعدة تمثال الحرية في نيوريورك، أثناء مناقشته القوانين الجديدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تهدف إلى منع إعطاء الإقامة الدائمة «غرين كارد» والجنسية الأمريكية للمهاجرين، الذين يتلقون هبات غذائية ورعاية صحية وتقديمات اجتماعية أخرى، حيث قال كوتشينيللي خلال مقابلة على الإذاعة العامة الوطنية «أن بي آر»، عندما سئل حول إن كانت قصيدة لازاروس «التمثال الجديد» جزء من الأخلاقيات الأمريكية، حيث غير الكلمات قائلا «تعالوا إليّ أيها المتعبون والفقراء، الذين يستطيعون الوقوف على أرجلهم، ولن يتحولوا إلى عالة على الحكومة»، مع أن القصيدة الأصلية تقول كلماتها «تعالوا إلى أيها المتعبون والفقراء والجموع الحاشدة التواقة إلى استنشاق الحرية، والبائسون المهملون الذين يملأون الشطآن». بالطبع لا يعرف كين كوتشينيللي رجل ترامب شيئا عن القصيدة وعن معناها، وربما لم يسمع يوما بأن القصيدة كتبت عام 1883 للمساعدة في جهود جمع التبرعات لبناء قاعدة تمثال الحرية، الذي صممه النحات الفرنسى فريدريك أوغست بارثولدي، مع إطار معدني صممه مواطنه غوستاف إيفل، وكان التمثال هدية إلى الولايات المتحدة من الشعب الفرنسى، تكريما للذكرى المئوية للبلاد. وهذه الرؤية في التعامل مع الشعر تكشف لنا الكثير عن ترامب وفريقه وطريقة تفكيرهم التي تستخف حتما بالإنسانية».
البضائع المستوردة
وعن الأسواق المصرية، التي غرقت بكل أنواع وأشكال البضائع المستوردة «المضروبة».. يكتب مجدي سرحان رأيه في «الوفد» ويقول: «أجهزة وقطع غيار ومصنوعات من كل الأصناف، إما مجهولة المصدر، أو تحمل بيانات تصنيع مزيفة، وربما يكون مصدرها واحدا ومعلوما لدى الجميع.. وهو مصانع بئر السلم الصينية التي تقوم بتقليد أي شيء، وكل شيء بمستويات جودة مختلفة، وكله بثمنه، ويتعامل معها المستوردون الجشعون الذين يجنون ثروات طائلة بالغش والخداع من جيوب المستهلكين المغلوبين على أمرهم.. ولا يهتمون بالكوارث التي تسببها هذه البضائع المضروبة.. ولا يراقبهم أو يحاسبهم أحد. كيف تدخل هذه البضائع؟ من المسؤول عن انتشارها؟ وكيف يهرب مروجوها من الحساب؟ وماذا يستطيع المواطن المستهلك أن يفعله لكل ينجو من شرور هذه البضائع التي أصبحت بمثابة قنابل موقوتة تهدد أمان كل مستخدميها؟ ويواصل الكاتب، كلنا نعلم أن هناك فوضى حقيقية في تداول البضائع المستوردة.. وجميعنا له تجارب مريرة معها، خصوصا مع قطع غيار السيارات والأجهزة الكهربائية التي تتلف بعد وقت قصير من استخدامها، وتتسبب في كوارث.والمفترض أن هناك جهازا تابعا لوزارة التجارة والصناعة مسؤولا عن جودة هذه البضائع.. وهو الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات. والمفترض أن هذا الجهاز يقوم بفحص رسائل الواردات ومطابقة بياناتها وإخضاعها لمعايـــير جودة تحـــددها الأجهزة الحكومية المختصة، والمفترض أن هذه الإجراءات تمنع دخول البضائع المضروبة، وتحمي المستهلكين من غش وخداع بعض المستوردين، الذين تنعدم ضمائرهم، لكن مع ذلك تتسرب البضائع المغشوشة إلى الأسواق بكل سهولة، حتى بات وجود مثل هذه البضائع هو القاعدة، بينما الاستثناء هو أن تجد البضائع الأصلية والسليمة! هذا يعني شيئين لا ثالث لهما، أولهما: فشل هذه المنظومة بالكامل في أداء مهمتها، وعجز آلياتها وأدواتها عن فرض الرقابة الحقيقية والجادة والفعالة على الواردات. وثانيهما: هو فساد القائمين على تطبيق وإدارة هذه المنظومة، بينما يقف المواطن عاجزا إذا أصابه الضرر من هذه البضائع المغشوشة.. ماذا يفعل؟ وكيف يحصل على حقه؟ وكيف ينال من يغشه عقابا على هذه الجريمة؟».
الأطباء يفضلون الأدوية الأجنبية!
«كان علاء عريبي في «الوفد» يظن لأيام ماضية أن الأدوية لا تختلف من بلد إلى آخر، جميعها تشترك فى الاسم والفاعلية وشكل العبوة، لكن للأسف يقول علاء، اتضح أنني لا أفهم شيئا على الإطلاق في عالم الدواء، فيما الدواء الذي يسمى ديفيد في ألمانيا، يعبأ فى مصر ويباع باسم حسين، وفي السعودية تامر، والإمارات مسعد، والجزائر داوود. واتضح أيضا أن الاختلاف لا يقف فقط على الاسم وشكل العبوة، بل إنه يمتد إلى الفاعلية، فالدواء الذي يصرف في ألمانيا لتبقى فاعليته في الدم لمدة 12 ساعة أو 24 ساعة، تصبح فاعليته في مصر لمدة 4 ساعات فقط. هذه الحقيقة للأسف لم أقف عليها سوى عندما قررت صرف علاجي الشهري من مشروع التأمين الصحي، بعد تعثر مشروع علاج الجريدة، ذهبت إلى عيادة 6 أكتوبر في الدقي صباحا، عيادة في غاية الانضباط والنظافة، سددت رسم تسجيل الكشف، وجلست أنتظر دوري للدخول في حضرة الطبيب، وقد سبق وجهزت ملفا طبيا بحالتي الصحية، لكي أسهل على الطبيب الوقوف على تاريخ الحالة، وأهمية الأدوية التي أصرفها منذ سنوات، وبالفعل اطلع الطبيب وكتب الروشتة، ذهبت إلى الصيدلية وقابلت الدكتورة المسؤولة عنها، تقدمت بالروشتة، وخيرتني بين الأدوية الاقتصادية والأدوية المجانية، وفهمت منها أن التأمين الصحي يقدم للمرضى خدمتين، الأولى صرف بعض الأدوية مجانا، والثانية بيع بعضها بتخفيض يصل الثلث عن السوق، اخترت شراء علاج الكولسترول، وطلبت صرف أدوية الضغط والقلب وموسع الشرايين، في ثوان حسبت عدد الحبات التي أحتاجها خلال شهرين من كل دواء، ووضعت بعض الشرائط في كيس، وأخذت تشرح لي كيفية الاستخدام، قلبت في الكيس وفوجئت بأن جميع الأدوية ليست شبه الأدوية التي أشتريها منذ سنوات، الكونكور الخاص بضغط الدم، تحول لإجيبروس، وبعد أن كان لون القرص أصفر أصبح لونه أبيض، علاج موسع الشرايين نتروماك ريتارد، اسمه نيتروجفيكرين، علاج تريتاس الخاص بالضغط أصبح اسمه برس، وفاستاريل أصبح تريكارديا، مددت يدى بالكيس نحوها: هذه ليست أدويتي. ابتسمت وقالت: هي بس باسمها المصري، وتفضلت مشكورة بشرح الفرق، ونبهتني إلى الفرق بين الفاستاريل الذي أشتريه من السوق، وتريكارديا، في فترة البقاء في الدم، الأول كل 12 ساعة والثاني 4 ساعات، بعد أن عدت إلى المنزل اتصلت ببعض الأصدقاء من الأطباء واستفسرت عن الفرق، معظمهم فضل الأجنبي عن المصري. هذه الواقعة أتذكرها لكي نسأل الحكومة: لماذا تختلف الأدوية المعبأة في مصر عن مثيلتها المصنعة في الخارج من حيث الاسم والفاعلية والعبوة والجودة؟ ولماذا يفضل الأطباء الأدوية الأجنبية؟ سؤال أخير: لماذا لا يسدد المشترك رسم كشف عشرة جنيهات وأخرى لصرف العلاج، واستخدام الحصيلة في تحسين الأدوية؟».