الصراع في تيغراي: تقصي حقائق بشأن صور مضللة تنتشر على الإنترنت
أفادت الأنباء أن مئات الأشخاص قتلوا خلال أسبوعين من الاشتباكات بين الجيش الإثيوبي والقوات الموالية للقيادة السياسية في منطقة تيغراي الشمالية.
ومع تصاعد وتيرة الصراع، شهدنا محاولات مستمرة لنشر معلومات خاطئة أو مضللة حول الوضع وال في إعادة نشرها.
نقدم هنا تقصي حقائق بشأن مصداقية بعضها.
الصورة لا تظهر رئيس وزراء إثيوبيا في ساحة المعركة
في الصورة، يظهر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بالزي الرسمي وهو يتحدث عبر الهاتف في منشور على فيسبوك يدعم حملة الجيش الإثيوبي في تيغراي.
هناك ثلاث صور لرئيس الوزراء ، وأعاد مستخدمون في وسائل التواصل الاجتماعيالمنشور أكثر من ألف مرة.
تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءةمواضيع قد تهمكمواضيع قد تهمك نهاية
ونُشرت الصورة تحت اسم تاي دنديا أريدو ، المتحدث باسم الحزب الحاكم لمنطقة أوروميا ، لكنه استخدم صورة مزيفة.
وأظهر بحثنا عن أصول الصور أن أحداها؛ وهي التي تظهره حاملا الهاتف النقال، كانت صورة عامة التقطت لاستخدامها في القصص المتعلقة بالجيش الأمريكي.
وتتبعنا أصل الصورة المنشور أعلاه، وظهرت أنها تعود لشركة "غيتي إيميجز"، شركة توزيع الصور المعروفة لوسائل الإعلام.
وقد التُقطت الصورة في أوكرانيا في عام 2017 ، ولكن تم التلاعب فيها وتعديلها لجعل الجندي يبدو وكأنه آبي أحمد، بعد إضافة اللحية إلى وجهه.
الصراع في تيغراي: دبرصيون جبرميكائيل الرجل الذي يقف في قلب الأزمة الإثيوبية
الصراع في تيغراي: لماذا تغرق إثيوبيا في دوامة الصراعات العرقية؟
اتصلنا بـ تاي دنديا أريدو، للاستفسار عن الصورة التي نشرها؛ قال لنا أنه لم يستخدمها، لكنه لم يوضح كيف وصلت الصورةإلى هذا المنشور تحديداً.
لقطات مزيفة لإسقاط طائرة إثيوبية
أعيد نشر مقطع فيديو على نطاق واسع، يظهر فيه إطلاق النار على طائرة عسكرية إثيوبية ثم تحطمها مع نص يدعي بأن الصورة أثناء هجوم على منطقة تيغراي.
لكن هذه اللقطات ليست حقيقية، وهي محاكاة للعبة فيديو قتالية، يبدو أنها أخذت من سجلات لعبة تسمى "آرما".
تخطى البودكاست وواصل القراءةالبودكاستمراهقتي (Morahakaty)تابوهات المراهقة، من تقديم كريمة كواح و إعداد ميس باقي.
الحلقات
البودكاست نهاية
وهناك بعض الدلائل على ذلك، مثل المظهر غير الطبيعي للخلفية الزرقاء ، وتصاعد الدخان من الطائرة قبل أن تتحطم في النهاية وتتفرق أجزاؤها في المنطقة المحيطة بها.
وتتبعنا النسخة الأصلية للعبة الفيديو القتالي وتوصلنا إلى أنها كانت معروضة على قناة يوتيوب يابانية.
وقد أزيلت من النسخة (المعدّلة)، التي نشرت على أنها في تيغراي، البداية والنهاية. وهناك تصريح باللغة اليابانية يوضح أن الفيديو خيالي وليس حقيقيا.
ويحتوي بعض مقاطع الفيديو التي أعيد نشرها ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضاً على صورة تظهر اندلاع النار في الجزء العلوي الأيسر من طائرة في السماء، وهي صورة حقيقية ولكنها ليست من إثيوبيا.
لقد تتبعنا أصل تلك الصورة، وتعود لتقرير في عام 2016، عن تحطم طائرة أف - 16 تابعة للقوات الجوية الأردنية نتيجة لخلل فني.
صور منأماكن أخرى
وهناك الكثير من الصور المضللة للهجمات أو تداعياتها على الإنترنت، وفي بعض الحالات تكون قد نقلت من أجزاء أخرى من العالم وتعود إلى ما قبل الصراع الحالي في إثيوبيا.
1- يبدو أن إحدى صفحات فيسبوك التي تدعم العملية العسكرية للحكومة الفيدرالية، قد استخدمت صورة ملفتة للنظر من أوزبكستان.
وقد التقطت الصورة من الأعلى لطائرة عسكرية تُطلق الصواريخ، وأعاد مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي نشرها لتوضيح ما يجري في تيغراي.
لكن بعد التدقيق في الصورة، نجد علامة القوة الجوية الأوزبكستانية عليها " Uz Air Force A. Pecchi".
الحرفان "Uz "، اختصار لكلمة أوزبكستان، و"A. Pecchi " هو اسم المصور أنتوني بيكي. فقد شارك المصور هذه الصورة على صفحته في فيسبوك في يناير/كانون الثاني من هذا العام.
2 - نشر بعض مستخدمي الإنترنت صورة مضللة لإظهار نتائج هجوم لقوات التيغراي على مدينة "بحر دار" في منطقة أمهرة، بينما استخدمها آخرون لإظهار هجومهم على أسمرة عاصمة إريتريا المجاورة.
والصورة المستخدمة هي في الواقع لانفجار في مدينة تيانجين الساحلية الصينية في عام 2015 في مستودع يحتوي على مواد كيميائية خطرة.
وغطت البي بي سي تلك الأخبار، وواحدة من الصور المستخدمة في المقال هي بالضبط نفس الصورة التي نُشرت في المنشورات التي تتناول الصراع في إثيوبيا.
3 - نشر أحدهم على صفحته في فيسبوك، مقطع فيديو يدعي إنها لهجمات صاروخية نفذتها قوات تيغراي ضد العاصمة الإريترية أسمرة (والتي يزعمون أنها تساعد الحكومة الإثيوبية في النزاع - وهو ادعاء تنفيه إريتريا).
وقد وردت تقارير إخبارية عن هجوم صاروخي شنه التيغرييون على أسمرة مؤخراً، لكن هذه الصور ليست لتلك الحادثة.
ووضع مستخدم في فيسبوك فيديو ظل يتكرر في بث لمدة ساعتين، كما لو أن الحدث مباشر.
لكن الفيديو، الذي أعيد نشره أكثر من ألف مرة، ليس من إريتريا بتاتاً، وقد تم أخذه من مقطع فيديو لهجوم بصواريخ إيرانية على قاعدة للجيش الأمريكي في العراق في يناير/كانون الثاني من هذا العام.
وسبق أن نشرت بي بي سي مادة خبرية عن تلك الحادثة التي جرت في العراق مصحوبة بفيديو، ويمكنك مشاهدة نفس الصور في تلك القصة.