• 10 Apr 22
  • smartwatchesss

السيسي للمتحدثين عن حقوق الإنسان: حقوق إيه؟ انزلوا المرج والمطرية شوفوا الناس عايشة إزاي كلمات مفتاحية

القاهرة ـ “القدس العربي”: ألقت الحرب الدائرة في أوكرانيا بالمسؤولية من جديد على القاهرة، التي تواجه ضياع أهم كنوزها منذ فجر التاريخ، إذ كان السؤال الذي تردد على الألسنة لماذا لا نسير على درب البلدان، التي قررت اللجوء للقوة في وجه إثيوبيا، التي ما فتئت تمارس بلطجتها مبيتة النية لاحتكار النهر.وفي صحف أمس الاثنين 28 فبراير/شباط عاد كثير من الكتاب نحو الأزمة التي صنعتها أديس أبابا مطالبين بضرورة حسم الأمر بالقوة، وبدوره وضع الرئيس السيسي يده على واحدة من أهم المشاكل الكبرى التي تواجهها البلاد قائلا: إنه يريد تعليما جيدا، وكل أسرة عليها أن تساعد في ذلك “مش الناس تتخانق أنها تغشش ولادها في الامتحانات وتيجي تقولي ابني معاه شهادة شغلهولي”. وتابع السيسي: أنا عايش معاكم الحكاية، وقولت ليكم في بداية الترشح للرئاسة إننا كلنا عايشين مع بعض وفاهمين. وأضاف الرئيس السيسي خلال إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، أنه عندما تدخلت الدولة لعلاج وحل مشكلات التعليم، الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، “خد على دماغه لما مات”. وشدد على أن ملف حقوق الإنسان على رأس اهتمامات الدولة المصرية، وأن هدفه الأهم الحفاظ على مصر من الانزلاق للخراب والدمار. ووجه السيسي رسالة للمتحدثين عن حقوق الإنسان قائلا: حقوق إيه؟ أنا مش لاقي آكل، روحوا المرج والخصوص، خشوا وشفوا لما بمشي في الشوارع بشوف إيه. وأضاف السيسي: “يا اللي في الصحة والتعليم، وفي الجامع والكنيسة انزلوا وشوفوا البلد بعين حقيقية.. انزلوا المرج والمطرية شوفوا الناس عايشة إزاي وعلشان أفتح شارع بشيل ألف عمارة.. بقول كده علشان البلد دي بتاعتنا كلنا”. وأكد أن القضية مشتركة وليست قضية سلطة، تابع: مفيش نظام في مصر، أنا زيكم ومعاكم ومنكم، ولو مش قادر والله والله والله هديكم التحية وامشي. واعترف بأن مرتبات الموظفين منخفضة مستدركا “لو عليّ أدي المواطنين 30 ألف جنيه”. في ما وجه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، رسالة مهمة للمواطنين بسبب الزيادة السكانية، وقال إنها قضية أمن قومي وقضية حياة أو موت.. وأشار إلى أن الحكومة أنفقت 6.2 تريليون جنيه على مشروعات في مختلف محافظات الجمهورية. واعترف بأن نصيب الفرد من المياه تراجع بسبب الزيادة السكانية.من جانبه قال مفتي الديار المصرية خلال فعاليات إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية في العاصمة الإدارية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن دار الإفتاء نظمت عددا من الدورات التدريبية لحماية الحياة الأسرية ومساعدة الجميع على التفاهم وحل المشكلات، وكان من ضمنها، دورات تدريبية للمقبلين على الزواج، وهي دورات لم تركز على الجانب الشرعي فقط وإنما استعنى بعلماء نفس واجتماع. وحول حالة الأسواق: كشفت مصادر في الغرف التجارية، عن خطة الدولة لتوفير السلع الرمضانية في الأسواق، وتلبية كل الاحتياجات، وأشار أعضاء في الغرفة عن أن الأسواق تشهد وفرة في السلع، فضلا عن مخزون مطمئن من مختلف السلع الأساسية، يغطي فترات طويلة تتجاوز شهر رمضان المبارك. ومن أخبار المؤسسة الدينية: هنأ فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، مؤكدا أن هذه المعجزة الربانية اختص الله بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لمواساته، وبيان شأنه ورفعة منزلته.ومن حوارات أمس: انفردت “بوابة أخبار اليوم” بنشر أول فيديو لأول مصري مصاب في مدينة خاركوف الأوكرانية جراء القصف الروسي. وقد سافر إلى هناك لزيارة زوجته الموجودة في أحد المستشفيات وأصيب أثناء قصف قامت به الطائرات الروسية.

أمنت العقاباهتدت القيادة الروسية أخيرا، كما أوضح الدكتور مصطفى كامل السيد في “الشروق” إلى ما قد يمكنها من استعادة مكانتها على قمة النظام الدولي، ولكن الأمر الأهم هو مواجهة التهديد لأمنها القومي، الذي تراه في توسع حلف الأطلنطي إلى دول كانت تشكل، باستثناء دول البلطيق، جمهوريات في الاتحاد السوفييتي السابق، وهو ما انتهت إليه قيادات إقليمية في الشرق الأوسط. كلها أدركت أن هذا الوضع الدولي الجديد، أيا كانت تسميته، هو وضع لا تنطبق عليه أي قواعد، ومن ثم سعت كل منها إلى استغلال ما تملكه من عناصر قوة، في فرض إرادتها وتشكيل البيئة المجاورة لها على النحو الذي يحقق أمنها، حتى لو اقتضى ذلك استخدام القوة، وبالتحدي الصريح لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك المبادئ التي كرّسها ميثاق الأمم المتحدة، الذي يعترف بالتساوي في السيادة لكل الدول، ويحظر استخدام القوة المسلحة في العلاقات الدولية، إلا عندما يكون ذلك دفاعا عن النفس، وردا على عدوان مسلح. وهكذا صاغ الرئيس بوتين ما يتصور أنه مبررات كافية تمنح تدخله العسكري في أوكرانيا شرعية. دعاوى انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلنطي ستجعل قوات الحلف مرة أخرى على حدود روسيا، وهو ما يهدد أمنها القومي، طالما أن الولايات المتحدة قائدة الحلف تنظر إلى روسيا على أنها خصم. هذه هي حجته الأقوى مقارنة بحجج أخرى لا تستقيم مع الواقع، مثل القول إن أوكرانيا يحكمها النازيون الجدد أو إن أوكرانيا هي صنيعة الثورة البلشفية وزعيمها لينين، وكأن شعب أوكرانيا ليست له لغته أو ثقافته الخاصتان، حتى لو كانتا قريبتين من اللغة والثقافة الروسية، باعتبار الأصول السلافية المشتركة، وكما لو أن شعب أوكرانيا ليس من حقه التمتع بتقرير المصير. يدرك بوتين أن حلف الأطلنطي والولايات المتحدة، لن يرسلا قوات إلى أوكرانيا لمقاومة غزوها، وهو موقن أن قواعد الاشتباك بعد نهاية الحرب الباردة، كما كان الحال قبلها، تستبعد المواجهات المباشرة بين القوى الكبرى في العالم. سنده الأساسي هو التفوق العسكري الروسي الكاسح على أي إمكانيات للمقاومة يمكن أن يعبئها الأوكرانيون.فلتفعلها القاهرةانتهى الدكتورمصطفى كامل السيد، إلى أن القوى الإقليمية الكبرى في الشرق الأوسط وصلت إلى الاستنتاج نفسه، وهو أن الوضع الدولي الراهن لا ينطوي على أي ترتيبات مؤسسية تقف عقبة أمام التدخل المسلح في دول أخرى، ومن ثم لا تتردد أي منها: إسرائيل أو إيران أو تركيا أو المملكة العربية السعودية في استخدام القوة المسلحة خارج حدودها، دعما لما تعتبره أمنها، ولكن كلا منها جندت إلى جانب القوة المسلحة أدوات القوة الأخرى. إسرائيل تتباهى بتفوقها التكنولوجي، وقدرتها على التأثير في صانع القرار الأمريكي، وإيران تعتمد على ما تتصور أنه تأييد تلقائي من الشيعة في الوطن العربى، فضلا عن عقيدتها السياسية المعادية للاستعمار والمتقنعة وراء شعارات دينية، وتركيا تعول على التأييد الذي تلقاه من منظمات الإسلام السياسي السنية، التي ترى فيها تحت حكم حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان نموذجا مبكرا لنظام إسلامي، والمملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الأخرى مثل دولة الإمارات وقطر تستخدمان سلاح المال وأذرعا إعلامية في كسب النفوذ في الوطن العربي وخارجه، فضلا عن تمويل فصائل مسلحة في بلاد عربية وغير عربية. وتتردد الحكومة المصرية في اللجوء إلى القوة المسلحة عموما في علاقاتها الخارجية، ويرسي رئيسها سياستها الخارجية على أساس الالتزام بالأخلاق. هذا ما فعلته في تسوية قضية تيران وصنافير مع المملكة العربية السعودية، وما يبدو أنها تتمسك به في السعى إلى تسوية سلمية لقضية السد الإثيوبي. يرى الكاتب أن كل هذه القوى سواء على قمة النظام الدولي مثل روسيا أو القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، نجحت على المدى القصير في تحقيق بعض المكاسب، توسع الاتحاد الروسي في جورجيا وإقليم القرم وصارت في أقاليم الاتحاد السوفييتي السابق حكومات تعتمد على دعمه العسكري في أذربيجان وكازاخستان وطاجيكستان وبيلاروس، تتباهى الحكومة الإيرانية بأنها تملك صنع القرار في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، ونفوذا واسعا في غزة، وتتدفق القوات المسلحة التركية والميليشيات المؤيدة لها إلى العراق وسوريا وليبيا، كما لا يأمن الحوثيون في اليمن من غارات الطائرات السعودية، ونجحت إسرائيل في أن تكسب علاقات متعددة الجوانب مع سبع من الحكومات العربية على المستوى الرسمي وحكومات أخرى بصورة غير رسمية.

تذكر يا بوتينعاد بنا خالد حمزة في “المشهد” للحدث الأبرز في حياة بوتين: أثناء الحرب العالمية الثانية حصل جندي روسي على إجازة لزيارة عائلته وما أن وصل إلى منزله حتى رأى شاحنة عسكرية تقوم بتحميل عشرات الجثث لنقلها إلى مقبرة جماعية، فأدرك أن شارعه قد قصف.. وقف الجندي أمام الجثث المتكدسة ليلقي نظرة عليها، وإذا به يلاحظ جثة زوجته. بعد صدمته لم يشأ الجندي أن تدفن زوجته في مقبرة جماعية، فطلب سحبها ليقوم بدفنها بشكل لائق، لكنه صدم عندما وجد أنها لا تزال تتنفس ببطء فأخذها إلى المستشفى، حيث تعالجت واستعادت الحياة بعد سنوات على هذا الحادث حملت الزوجة التي كادت أن تدفن حية، ووضعت صبيا اسمه فلاديمير بوتين رئيس روسيا حاليا، الذي يريد تفجير حرب عالمية ثالثة. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. ضابط الاستخبارات السوفييتية السابق (كي جي بي). يمارس سياسة الهاوية. فقد حبس أنفاس العالم لأسابيع. متبعا نظرية حافة الهاوية. التي كان فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في عهد أيزنهاور أول من نادى بها. والمفارقة أنه وضعها لمواجهة الاتحاد السوفييتي، وأعادها للحياة الرئيس الروسي في مواجهة الغرب. والآن مع غزوه لأوكرانيا.. يستعرض على نحو منتظم مهاراته في رياضة الجودو. وغير ذلك من فنون الدفاع عن النفس، حيث يعتمد النجاح في هذه الرياضات غالبا، على ما يسميه اليابانيون كوزوشي، أي إفقاد الخصم توازنه من خلال توظيف أساليب مصممة، لإرباك توازن الخصم بدنيا وذهنيا. ولكن خصومه يقولون: إن من ضمن قواعد الرياضة احترام الخصم. وهو الأمر الذي لم يحسبه بوتين في حساباته الأوكرانية. وربما يـحـسِـن صنعا بممارسة لعبة أخرى أشد ارتباطا بروسيا. وهي الشطرنج. حيث يفكر أفضل اللاعبين في عدة تحركات سلفا. ويحترمون خصومهم. وعلى النهج نفسه الذي يكون معه قط شرودنجر الشهير، الذي يكون ميتا وفي الوقت نفسه حيا، فإن بوتين اختار أن يقامر في النزاع.

كلهم خانوهانبقى مع الحرب بصحبة محمد الدوي في “البوابة”: “كل حلفائك خانوك يا فولوديمير زيلينسكي” فبعد الحرب التي شنها الرئيس الروسي بوتين على أوكرانيا، أصبح التوتر يسود العالم، والجميع يتحدث عن تهديد أمن أوروبا وتصريحات اعتبرها عنترية من بعض الدول الأوروبية، واعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية إهانة كبيرة لها. وفي الوقت الذي وصف بوتين التوسع في شرق أوروبا بأنه تهديد وجودي لأمن روسيا، وأكد أنه يرى أوكرانيا جزءا من روسيا، انتظرت أوكرانيا الوعود الكبرى لحلف الناتو، وأمريكا أعظم دولة في العالم بحمايتها، ولكن تخلَّى الجميع عنها، ووقعت تحت طائلة روسيا ثاني أكبر دولة عالميا من حيث الجيش، فالقوى الغربية وحلفاؤها الذين اتحدوا في معارضة العملية العسكرية التي يقودها الرئيس الروسي بوتين في أوكرانيا، لا يستطيعون القول إنه لم يوجه إليهم تحذيرات بأنه سيقوم بذلك. فقد أساء الغرب قراءة ما يدور في ذهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتناسوا أن ضابط المخابرات السوفييتية السابق أمضى سنوات في مهاجمة نظام ما بعد الحرب الباردة، وأرسل إشارات متكررة بشأن اعتزامه توسيع دائرة نفوذ روسيا. وسعى بوتين طيلة الـ 15 عاما الماضية إلى شجب الهيمنة الأمريكية على الشؤون العالمية، وانتقد بشدة النظام الأمني الدولي، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بصفته تهديدا لدولته، وخلال السنوات التي تلت ذلك، قام بضم أجزاء من جورجيا، وشبه جزيرة القرم، وأرسل قوات إلى إقليم دونباس شرق أوكرانيا. هجوم بوتين الشامل على أوكرانيا وضَعَ الغرب في موقف ضعيف للغاية، حيث يسعى لإيجاد سبل لردع عدوان الكرملين والتأثير في زعيم روسي أبدى صراحة ازدراءه للغرب، وأثار الشكوك بشأن استعداده لاتخاذ إجراءات حاسمة، وأوكرانيا هي مَنْ يتحمل الآن تكاليف فشل الغرب في ردع روسيا، فقد كان في انتظار الحصول على عضوية منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لكنها لم تقبلْ على الإطلاق في النهاية تحكم المصالح هذه الدول التي تريد اشتعال الحروب دائما، ونجد أن أوكرانيا تواجه الحرب وحيدة، ونأخذ من ذلك جملة من فيلم صلاح الدين الأيوبي، «كل حلفائك خانوك يا ريتشارد»، ولكن هذه المرة نقول: «كل حلفائك خانوكِ يا أوكرانيا»، فالجانب الروسي الذي دائما يصمت، ولكن عندما يتحدث يستمع إليه الجميع.

إنها الحربكأنه عائد لتوه من جبهة قتال.. مصطفى عبيد في “الوفد”، ليس أقسى من نظرة فزع في عيني صغير. سيدة عجوز تجُر قدميها خوفا من دانة طائشة. نساء مُتحلقات في ركن مُظلم ينتظرن أنباء فقد مُحتمل. لون أحمر يُلطخ جدران المدارس ودور العبادة. أشجار مُحترقة من شظايا إطلاق نار دام ساعات وساعات. “إنها الحرب. وجع الإنسان وتوحشه وتدنيه. إرث قابيل، وبشرى الشياطين، ومجد الكذبة. أتابع أحداث الحرب، وأدرك أن ما كان يُردد عن سلام العالم بفضل التطور التكنولوجي وهم كاذب. قال لنا توماس فريدمان في كتابه المُبشر بالعولمة «السيارة لكزس وشجر الزيتون» قبل أكثر من عشرين عاما «لن يقود التطور العالم إلا للسلام. ولن تقم حرب بين بلدين لدى كل منهما محلات «ماكدونالدز»، قال لنا مُنظر العولمة إنه لن تكون هناك حرب عالمية ثالثة، لأن الجميع يسير ناحية النموذج الليبرالي الأمريكي، الذي لا يعني سوى الأمن والسلام. قطعا تكررت الحروب، وحارب الأمريكان أنفسهم بعد هذا الكتاب، وغطى دوي المدافع على أغاني البهجة، وسقط أبرياء وأطفال وخربت عمائر واستمر الصراع. وها نحن نشهد ونشاهد وجعا إنسانيا جديدا في أوكرانيا. أتذكر كتاب الأديب العراقي آزاد إسكندر الذي ترجم فيه قبل سنوات أشعارا من كل بلاد العالم تلعن الحرب وتفضح وحشيتها بعنوان «آثار الرصاص على العالم». يقول شاعر سويسري اسمه ماركوس سولزبرغ «في أكياس سوداء/ هواتف نقالة ترن/ بلا انقطاع».

السيسي للمتحدثين عن حقوق الإنسان: حقوق إيه؟ انزلوا المرج والمطرية شوفوا الناس عايشة إزاي كلمات مفتاحية

تعاودان التقبيلينقل مصطفى عبيد عن زيلجكو فوندا الكرواتي في القرية التي قُصفت “امرأة عجوز تلعنُ بقاءها حية”. ومن صربيا يقول ستيفان ميخائيلوفيتش ساخرا من صُناع القتل “على أمواج البحر زهور.. عظام المحاربين في الأعماق”. ومن نيوزيلندا يصرخ إرنيست بيري “ذهبت إلى الحرب.. وصية أمي.. كُن طيبا”. ومن فلسطين تقول ريتا عودة في مخيم لاجئين تسأل أباها.. ما معنى لاجئ؟ ونقرأ للأمريكي بيلى ويسلون عن أعمال التعذيب في العراق وأفغانستان “التعذيب/ بقعة أخرى/ على العلم الأمريكي”، ومن البوسنة يكتب مدحت هينثيثتش مُعلقا على وقف إطلاق النار بعد سنوات من القتل والتدمير والكراهية: “وقف إطلاق النار/ الحمامتان على السطح/ تعاودان التقبيل”. ومن ألمانيا يكتب أودو وينزيل “هُنا مطرٌ صيفي/ في لبنان/ قنابل عنقودية”، وكأنه يستحث ضمير العالم الغربي اللاهي في المُتع المُنزعج من المطر على الالتفات لما يجري في الشرق من مذابح وتخريب. وتلك هي الحرب. مأساة الإنسانية، وجريمة قابيل التي تتكرر كُل يوم، لكنها في زماننا تتكرر دون ندم، ودون مواراة جُثث الضحايا لثرى الأرض. نحمد الله كثيرا كثيرا على السلام. وأتذكر بتدبر عميق مقولة الحكيم الصيني العظيم صن تزو التي تقول «إن أعظم قائد عسكري هو الذي لا يحارب أبدا».

المعجزة الإلهيةالإسراء والمعراج معجزة إلهية ومنحة ربانية ورسالة سلام للعالمين، حدثت كما أشار أحمد التايب في “اليوم السابع” في ليلة اتصلت فيها الأرض بالسماء، قام فيها نبينا الكريم على البراق مع جبريل ليلا من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثم عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى، وعاد بعد ذلك في الليلة نفسها، لتترك لنا دروسا وعِبرا ما أحوجنا إليها في أيامنا هذه، حيث تؤكد لنا أن بعد كل شدة فرج، ومع كل عسرٍ يسر، وما بعد الليل الحالك إلا فجرٌ صادق يمحو كل ظلمة. وتبقى “الإسراء والمعراج” حتى يوم القيامة رسالة سلام للعالمين، فهي معجزة ثابتة بالكتاب والسنة، ففيها فرضت الصلاة التي هي معراج المؤمن والصلة بين العبد وربه، وستظل محفوظة بحفظ القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ” لذا، يجب أن نعلم أن الإسراء والمعراج معجزة إلهية حدثت في ليلة التقت فيها الأرض بالسماء، وينبغي، أن لا يُحكِّم العقل في ثبوتها بأن حدوثها مستحيل، لأن المعجزات في الأصل أمور خارقة للعادة يجريها الله جل شأنه بقدرته على يد أنبيائه ورسله، مثل معجزة شق البحر، والنار التي كانت بردا وسلاما على سيدنا إبراهيم عليه السلام، وإحياء الموتى بإذن الله، وغيرها من المعجزات، التي أيد الله بها أنبياءه ورسله، لذلك فهي حقيقة ثابتة مهما شكك المشككون ومهما ادعى المغرضون، لأنه لو تم إعمال العقل والتفكير في كيفية حدوث المعجزات، فسيقود ذلك حتما إلى إنكار ما حدث من معجزات للأنبياء السابقين كإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. وأخيرا، نستطيع القول، إن معجزة الإسراء والمعراج ليست معجزة يوم أو ليلة، بل إنها معجزة الزمان كله، وستبقى إلى أن تقوم الساعة رسالة سلام للعالمين، وتظل “الإسراء والمعراج” آية من آيات الله العظيمة الدالة على صدق نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل ورسالة للعالمين إلى يوم الدين..

لعله يدخل الجنةمحمد العزبي الكاتب الذي وصفه محمد سعد عبد الحفيظ في “الشروق” بأنه حاول طوال سنوات عمره أن يكون منحازا إلى البسطاء، عله يدخل الجنة، أشار في كتابه الجديد «هل يدخل الصحافيون الجنة؟»، إلى أن الصحف والمجلات والتوك شو وأشباهها لا تصدر إلا في «جهنم وبئس المصير»، داعيا أبناء هذه المهنة إلى الاعتزال إذا أردوا الجنة «وأنا أولكم يرحمكم الله». الحقيقة ضالة الصحافيين والقضاة، لا يبغون شيئا سواها، فعندما تتحكم الأهواء أو الجهل في ما يصدر عن هؤلاء وأولئك من أحكام أو آراء يكون مأواهم جهنم وبئس المصير «جزاء بما كانوا يكسبون»، وفي الأزمان الغابرة والحاضرة، ما أكثر من يضله جهله ويتحكم في ما يصدره من أحكام وآراء هواه، على أصحاب مهنتي البحث عن الحقيقة، فبئس العاقبة لكل من حاد وضل. العزبي وهو مشروع طبيب لم يكتمل، حيث دخل مع زميله حمدي قنديل كلية طب قصر العيني عام 1949 وانتقل بعد رسوبه في السنة الثانية إلى قسم الصحافة في كلية الآداب، يرثي في كتابه بأسلوب سلس، ويضع يده على مواضع الخلل التي أصابت المهنة في السنوات الأخيرة، وهو ما انعكس على أرقام توزيع الصحف التي وصلت إلى الحضيض، بسبب ضعف مستوى المحتوى، الذي تأثر بسبب غياب الحرية. يتنقل العزبي برشاقة بين ما يكتبه زملاؤه وتلاميذه عن أسباب تخلف وتراجع الصحافة المصرية، فينقل عن دراسة لزملينا الدكتور ياسر ثابت: مع تعاظم دور الإعلام في ثورة يناير/كانون الثاني الذي بلغ ذروته مع ثورة يونيو/حزيران، رأينا رؤساء تحرير صحف وكُتاب يتصرفون كأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وبعد أن كان العمود الصحافي في الماضي احتكارا أصبح احتقارا، كما تورط صحافيون وإعلاميون في عمليات تزييف وعي الناس.

خطوط سودواصل محمد سعد عبد الحفيظ تأمله لمشوار أهل مهنة المتاعب من خلال كتاب الكاتب التسعيني محمد العزبي، الذي يشير إلى أن الدول المتقدمة ليس عندها صحافي زاعق يصرخ في الناس ويهين المسؤولين ويستبيح أعراضهم بدعوى الدفاع عن الوطن، أو كاتب صحافي جاهل يكذب دائما دون عقاب بحجة أنه يحب الوطن. في غياب السياسة تقدم الإعلام المرئي لملء الفراغ، فاحتل التلفزيون مكان الحزب السياسي، وأحيانا يقدم خدمات رائعة لاغتيال المعارضين معنويا وشعبيا، يسمون الناشطين «نشتاء»، والحقوقيين «حكوكيين»، والوطنيين، «نحانيح»، يضيف الكاتب الكبير. جمع العزبي في كتابه عددا من مقالاته المنشورة وغير المنشورة، حاول خلالها استعراض علاقة الصحافة والسلطة باعتبارهما «الإخوة الأعداء»، يتربص كل منهما بالآخر، «رصاص بالكلمات وبطش بغير قانون». في كتاب سابق له وصف العزبى العلاقة بين الصحافة والسلطة بأنها «صراع بين القط والفأر.. فالصحافة دورها النبش وكشف المستور وتوجيه النقد.. والحكم كتوم يسعى إلى فرض السيطرة وغلق الأبواب»، ويرى أن موقف الأنظمة من الصحافة واحد في كل العهود التي عاصرها، مع اختلاف القبضة، «مرة قوية، وأخرى غشيمة، وثالثة ذكية تسمح ببعض الحريات نتيجة الضغوط والظروف». لأكثر من 6 عقود عايش العزبي تقلبات السياسة وانعكاساتها على الصحافة، عاصر أربعة أنظمة حكم، وتعامل مع كل أنواع الرقابة من «الرقابة على المطبوعات مرورا بالرقيب الضابط، ثم انتقال المهمة إلى رؤساء التحرير، وصولا إلى الرقيب الشبح الذي يتحكم في المسموح والممنوع عبر وسائل الاتصال الاجتماعي الجديدة». رغم تجاوزه التسعين من عمره، إلا أن الأستاذ العزبي لا يزال ذهنه حاضرا، ولا يزال شغفه بالصحافة والحرية قائما، يتصل بكاتب السطور من آن إلى آخر لمعرفة ما يدور في كواليس المهنة وإلى ما وصلت إليه أحوالها، يسأل عما لا ينشر وأسباب عدم النشر وعن الخطوط الحمر والزرقاء والسود، ويستفسر عن نقابتنا وشؤونها وخلافات مجالسها.

لهذا السببسعى أحمد هاشم في “الأخبار” للإجابة على السؤال الذي يشغل بال الأغلبية: لماذا لا نرى نحن المواطنين ثمار معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة التي تحققها مصر خلال السنوات الأخيرة؟ هذا السؤال يشغل بال الكثيرين كلما حققت مصر معدلات نمو عالية، وبدأ يعود للمقدمة من جديد عقب إعلان الحكومة أن متوسط معدل النمو خلال الفترة من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون الأول 2021 بلغ 9% وأنه أعلى معدل يتحقق منذ أكثر من 20 عاما، كما تم تحقيق معدل نمو بلغ 8.3% خلال الربع الثاني من العام المالي الحالي، وأنه من المتوقع أن يصل معدل النمو إلى ما بين 6.2% إلى 6.5% نهاية العام الحالي، ليكون من أعلى معدلات النمو التي سبق توقعها، حيث تخطى توقعات المؤسسات الدولية لمعدلات النمو خلال هذا العام. هناك أسباب كثيرة لعدم شعور المواطنين بانعكاس معدلات النمو على حياتهم اليومية، أهمها الزيادة السكانية الرهيبة التي تحدث في مصر، فقد حذر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء من استمرار المستويات المرتفعة للإنجاب التي تبلغ 2.9 طفل لكل سيدة، وأن ذلك سيؤدي إلى زيادة عدد سكان مصر إلى 124 مليون نسمة في عام 2032، مقابل 117 مليون نسمة إذا انخفضت مستويات الإنجاب إلى 1.6 طفل لكل سيدة، كما ذكر الجهاز، أن مصر حققت زيادة سكانية قدرها مليون نسمة (الفرق بين أعداد المواليد والوفيات) خلال 232 يوما أي 7 شهور و22 يوما، بمعدل 4310 أفراد في اليوم أو (179.6) فرد كل ساعة، أي (3) أفراد كل دقيقة، بواقع مولود كل 20 ثانية تقريبا. ويمكن معرفة تأثير ذلك إذا علمنا أن ما حققته مصر من زيادة سكانية خلال أقل من 8 شهور يقترب من عدد مواطني دولة عربية شقيقة، وضعف العدد في دولة عربية شقيقة أخرى، ويمثل 4 أضعاف مواطني دولة عربية شقيقة ثالثة، وهذه الدول غنية بالبترول والغاز الطبيعي، فاذا فرضنا أن الدولة الأولى قررت دعم كل فرد من مواطنيها 1.5 مليون نسمة بمبلغ يعادل 10 آلاف جنيه في السنة، فإن التكلفة تبلغ 15 مليار جنيه في السنة، واذا ضاعفت الدعم إلى ما يعادل 20 ألف جنيه للفرد في السنة ستصل التكلفة إلى 30 مليار جنيه.

لا تشغل بالكأكد الدكتور محمود خليل في “الوطن” أن عبارة الإنسان مسير لا مخير أحيانا ما تُحدث جدلا بين الناس، جدل قديم متجدد بين من يرون أن كل شيء في الحياة وعد ومكتوب ومسطر على الجبين، ومن يذهبون إلى أن الإنسان يملك القدرة على الاختيار، وتحديد طرقه ومسالكه في الحياة، وأن التمحك بالأقدار لا يعدو محاولة لتبرير الأوضاع البائسة التي يعيشها الإنسان. سؤال أزلي أبدي لم تزل إجابته معلقة.. قرأت في كتاب لا أذكر عنوانه طرحا يذهب إلى أن الإنسان مخير في ما يعلم.. مسير في ما لا يعلم.. بمعنى أن الإنسان يختار في ما له به علم، فأنت تختار اسما لابنك، أو وظيفة تعمل بها، أو طريقا تسلكه دون غيره، لأن هذه الأمور تقع في دائرة علمك، أما ما يقع خارجها، مثل لحظة الميلاد والوفاة، ومنسوب الرزق في الحياة، والتوفيق أو عدم التوفيق، وغيرها فأمور تخرج عن دائرة معرفتك، وبالتالي فأنت مُسير فيها. عبارة الإنسان مخير في ما يعلم مسير في ما لا يعلم تحمل إجابة مراوغة على السؤال، لأن حدود معرفتك قدر مقدور، فاختيار الاسم أو الوظيفة أو الطريق جوهره معرفة مقدّرة عليك، نتيجة الظرف الاجتماعي أو الاقتصادي أو التعليمي أو الثقافي وغير ذلك. ظنى أننا نطرح السؤال الخطأ.. القرآن الكريم حدّثنا عن قدر الله الذي يحكم كل أمر من أمور الفرد والجماعة، وكل عناصر الكون المحيط بنا. والخالق العظيم وضع معيارا وحيدا للتفرقة ما بين حركة البشر على الأرض، هو معيار السعى: «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يُرى ثم يُجزاه الجزاء الأوفى». فالسعي والاجتهاد في الحياة وتطوير معطياتها هو جوهر رسالة الإنسان على الأرض، وذلك ما طالب به الخالق البشر، ونتائج السعي بعد ذلك على الله مسير الأقدار، والخالق عادل أبدا، فهو لا يضيع أجر من أحسن عملا: «إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا»، ويجازي الإحسان بالإحسان: «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ».

غلطة كلبواجه صلاح صيام تجربة مع أكثر الكائنات وفاء فسجل ما جرى له في “الوفد”: هاجمني كلب بشراسة وخسة وجبن وخيانة لم أكن أتوقعها، غرس أسنانه في لحمى، جاءت الإصابة من الخلف، لم أدر إلا بألم شديد أعلى القدم اليمنى، وعندها رأيته يصوب عينيه في عيني بمنتهى التحدي والصلف والغرور، وهو لا يدري أنه أحد كلاب الشوارع الضالة، أو ربما يدرى ويريد الثأر من إنسان قابله ليرسل من خلاله رسالة لبني البشر من عالم الكلاب الضالة، الذي وصل تعداده إلى 20 مليون كلب – حسب أحدث الإحصاءات – تسرح وتمرح في شوارعنا في أمان وسلام. كلمات هذه الرسالة تقول «نستطيع مهاجمتهم بل والقضاء عليكم بلعابنا». الغريب والعجيب أني لم أفعل له شيئا، وهنا تسقط نظرية أخرى، أن أي كلب لا يهاجم من يسالمه، ترى ماذا كانت دوافعه؟ بداية تهاونت في الأمر ربما لأخفف على نفسي وقع الحادثة، ولكن سرعان ما لجـأت إلى البحث عن المعلومات، فوجدت أن داء الكلب أو مرض السعار من الأمراض الخطيرة، التي تؤدي إلى الوفاة في حالة عدم اتخاذ التدابير اللازمة لعلاجها، المعلومات الشائعة تؤكد أن سبب هذا الداء هو الكلب فقط، وهو الاعتقاد المحدود الذي يسود بين معظم الأفراد، ولكن ثبت أن القطط أيضا تنقل هذا المرض والثعالب والذئاب، والحيوانات ذات الدم الحار، والحيوانات التي تأكل الأعشاب والخضار أيضا مثل الحمار والخيول والأبقار والإبل والأغنام، والخفافيش المصاصة للدماء، التي تتنقل بين الحيوانات والأبقار والجاموس، وتنقل إليها المرض، كما تنقل هذا المرض أيضا حيوانات النمس والراكون وابن آوى والوطواط. والداء من أخطر أنواع الأمراض التي تصيب الحيوان والإنسان، لأنه يهاجم المخ والجهاز العصبي ويسبب الموت المفاجئ، وله بعض الأعراض الدالة عليه. تكشف الدراسات أن مرض داء الكلب في الأصل مرض حيواني انتقل إلى الإنسان عن طريق نوع معين من الفيروسات، ويصل إلى الإنسان عن طريق التعرض لبعض إفرازات هذه الحيوانات المصابة. وطبقا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن، فإنّ مرض داء الكلب منتشر في جميع أنحاء العالم، ما عدا القطب الجنوبي. وتكشف المنظمة العالمية مدى خطورة هذا المرض وعودته للظهور بما يمثل مشكلة صحية دولية يجب التعامل معها بجدية وبسرعة كبيرة، لأنه يهدد حياة البشر.