ما هو مستقبل البلوكشين وكيف ستحدث ثورة تكنولوجية في العالم
البلوكشين! قد يجد البعض الاسم غريباً ومعقداً، فيبدأ الفضول بالتسلل إليهم لمعرفة ما هي شبكة البلوكشين؟ حسناً ببساطة يمكن أن يتم تعريف تقنية BlockChain على إنها تقنية تمنح شركة أو شخص ما الحق في نقل المعلومات أو المعاملات ذات القيمة إلى أحد الأشخاص بطريقة آمنة وبدون الحاجة إلى وجود شخص وسيط، وتتسم تقنية البلوكشين بالثبات واللامركزية والشفافية.
ما هو مفهوم البلوكشين ؟
ظهرت البلوكشين في عام 2009 م، وقد جذبت حينها اهتماماً كبيراً من قبل رواد شبكة الإنترنت سواء من المستخدمين العاديين أو المبرمجين أو حتى المستثمرين، وقد أُطلق عليها ثورة الـ “BlockChain”، وبالرغم من مضي العديد من السنوات على اختراعها إلا أنها لا زالت تحظى على الكثير من الاهتمام، وقد حاول العديد معرفة نقاط ضعف التقنية في محاولات فاشلة لكسرها وفك التشفير، مما أثبت قوة التقنية بجدارة.
كانت التقنية في البداية عبارة عن فكرة تنتمي لشخص أو مجموعة مشهورة باسم مستعار وهو Satoshi Nakamoto، ولكن مع مرور الوقت بدأت تتطور شيئاً فشيئاً، وتعتبر البلوكشين بمثابة تكنولوجيا تشفيرية، أي أنها تتكون من بيانات ومعلومات، وكذلك أموال تتناقل وتتداول عبر مصادر مجهولة لا يمكن معرفتها.
إن البلوكشين كلمة مركبة مكونة من كلمتين، وهما بلوك وتشين أي سلسلة كتل ولذلك يمكن تعريف البلوكشين بأنها عبارة عن مجموعة من السجلات أو فيما تعرف بالكتل الثابتة من المعلومات والبيانات، ويتم التحكم بها والإشراف عليها من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر، ولكن يشترط أن تكون غير مملوكة لأي جهة أو شخص أو أي كيان بوجه عام، تقوم الشبكة بتأمين وحماية شلشلة البيانات وترتبط ببعضها عبر استعمال بعض مبادئ التشفير.
شبكة البلوكشين ليست خاضعة لأي سلطة مركزية بل هي مستقلة بذاتها تماماً فهي في النهاية تعد سجل مشترك لا يمكن تغييره أو تعديله، كما أن المعلومات الموجودة بالشبكة مفتوحة ومتوفرة لأي شخص راغب في الإطلاع عليها، ومن هنا يمكن أن نقول أن أي شيء مبني على تقنية البلوكشين يمتاز في الأساس بالشفافية العالية.
هناك العديد من المعاملات التي تُقام على البلوكشين، وتلك المعاملات تكون مجانية ولا يوجد أي تكلفة مباشرة لها، وهي تقنية تستهدف تخزين التعاملات الرقمية والتأكد من صحتها وترخيصها عبر الإنترنت بمستوى عالي من الأمان، وتمتاز بدرجة عالية من التشفير فأصبح من المستحيل كسرهاوحلها.
مرت البلوكشين عبر 4 مراحل تطويرية حتى الآن، والتي تشمل:
- مرحلة تطور البلوكشين الأولى:
تعد البيتكوين إحدى أشهر العملات اللامركزية الرقمية، وهي عملة مشفرة تستخدم من قبل العديد من الجهات المختلفة كنظام دفع معتمد.
- مرحلة تطور البلوكشين الثانية:
عُرف وقتها أن التكنولوجيا المستخدمة في عملة البيتكوين يمكن بسهولة فصلها وحلها عن العملة وإمكانية استعمالها في كل أنواع العملات الأخرى التي تستخدم فيما بين المؤسسات والجهات المختلفة.
- مرحلة تطور البلوكشين الثالثة:
ظهر وقتها جيل ثاني من البلوكشين يدعىإيثريوم ( (Ethereum ، وتعد العقود الذكية هي عقود ذاتية التنفيذ، وتمتلك المنصة الآن قيمة سوقية عالية.
- مرحلة تطور البلوكشين الرابعة:
وهي المرحلة الأكثر حداثة لتقنية البلوكشين وتسمى Proof of Stake، ويعد الجيل الجاري للتقنية محمياً عبر دليلproof of work، ولها العديد من الاستخدامات والمميزات الخاصة بها.
ما هي مساهمة البلوكشين في تطوير وتقدم المجالات المختلفة؟
ساعدت تقنية البلوكشين على تطوير العديد من المجالات، ومن ضمن تلك المجالات:
يمكن لتقنية البلوكشين أن تقوم بتسهيل المعاملات، والتخلي عن الوسطاء وزيادة الحصول على رأس مال، والتمتع بأمان عالي للبيانات والمعلومات، بجانب فرض العديد من الاتفاقيات عبر العقود الذكية، وتتميز تقنية البلوكشين المستخدمة في الخدمات المصرفية بالشفافية حيث توحد كل العمليات المشتركة، وتمتاز بالأمان حيث تقلل من الحاجة لوضع المعلومات بين أيدي الوسطاء، بجانب الخصوصية حيث يمكن تحديد البيانات الانتقائية ويمكن تحديد ما يمكن إظهاره وما يمكن جعله خاصاً.
تمتاز البلوكشين أيضاً بالثقة حيث تساعد على تعاون وتشارك الأطراف والوصول إلى الاتفاقيات المختلفة، بجانب إمكانية تأسيس عقود ذكية تنفيذها الأمر الذي يجعلها تساعد على إجراء عمليات تجارية متنوعة، فهي في الأساس قابلة للبرمجة.
تساعد تقنية البلوكشين على إيصال الأموال بشكل أسرع وأسهل برسوم قليلة، وبدون وجود حدود، ويوجد ضمانات للأمان كما كان يوجد في نظام إيصال الأموال القديم، وقد ساهمت التقنية بشكل كبير في إجراء عمليات التمويل حيث قُدمت عروض عملات أولية وعرض منصات تداولية أولية إلى المشاريع الناشئة للتمويل بدون الحاجة للذهاب إلى البنوك.
وفقاً للتقرير الذي تم الإعلان عنه من قبل Enterprise Ethereum Alliance فقد ساعد البلوكشين بدرجة كبيرة على تسهيل عملية نقل العقارات وزيادة الشفافية، وقد عمل كلاً من بنك رويال أوف سكوتلاند وبنك باركليز بتجربة شبكة البلوكشين بهدف تسهيل عمليات شراء العقارات، حيث يمكن تسجيل المعاملات المختلفة عليها ولا يمكن تزييفها أو العبث بها بأي شكل من الأشكال، فهي تعد دفتر رقمي وتمتاز قاعدة بيانات الشبكة بكونها موزعة بطريقة جيدة، مما يساعد على سرعة التحقق من البيانات.
قامت بعض الدول بالاتجاه نحو تنظيم العملات المشفرة في ظل الأزمات الحالية التي يتعرض لها العالم، وهناك ما لا يقل عن 10 دول قد أعلنوا عن ذلك الأمر، منهم الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والهند وسنغافورة وماليزيا والفلبين وألمانيا وكوريا الجنوبية.
في ظل الأزمات الحالية قد ازداد اضطراب الاقتصاد في الكثير من الدول، وخلال أزمة كورونا تم الإعلان عن الركود العالمي من قبل صندوق النقد الدولي مشيراً إلى وجود ما يقارب 80 دولة طالبة للمساعدة، وقد أعلنت بعض البلدان إعلانات ترتبط بلوائح العملات الرقمية المشفرة الخاصة بها.
لقد بدأت هيئة الإشراف المالي الفيدرالي في ألمانيا بنشر تعليمات عن أمر تقديم الشركات طلب الحصول على تفويضات لمنح خدمة حراسة العملات المشفرة، وبدأت كوريا الجنوبية في برنامج تجريبي للعملات الرقمية الوطنية، أما الهند فقد نظمت العملات المشفرة التي يتم إصدارها من الدولة والقيام بحظر كل العملات المشفرة الأخرى وفقاً لما تم التناقش به بين البنك المركزي والحكومة.
كما إحدى الطرق الرئيسية التي سيكون لها تأثير على صناعة الفوركس في البلوكشين هي اللامركزية، حيث ستجعلها طريقة موثوقة ودائمة للمعلومات المسجلة – سواء كانت المعاملات أو أسعار العملات أو أي شيء آخر – فهي توفر لصناعة العملات الأجنبية فرصة فريدة لإضفاء اللامركزية على حفظ السجلات وزيادة توافر المعلومات المخزنة.
بالإضافة إلى منح المزيد من المرونةللمتداولين الصغار والشركات الناشئة، فإن هذا يمنح الأفراد والشركات القدرة على تبادل الأموال من نظير إلى نظير بدلاً من المرور عبر البنوك المركزية، وهو أمر يمكن أن يغير حقاً الطريقة التي تعمل بها صناعة الفوركس.
قد بدأت بعض شركات صناعة الهواتف بالفعل بطرح هواتف ذكية مزودة بتقنية البلوكشين بجانب مزايا أخرى متنوعة منهم محفظة الأصول الرقمية بجانب إمكانية الوصول للتطبيقات اللامركزية حيث يوجد بعض التطبيقات التي تعمل بسلسلة الكتل.
يمكن ايضا أن تمنح تقنية Blockchain المستخدمين مزيداً من التحكم في شخصياتهم وبياناتهم عبر الإنترنت, علاوة على ذلك، يمكن الاستفاده منها في النواحي الأمنية ومكافحة السرقة لأصحاب الهواتف المحمولة والوصول إلى بياناتهم في حالة فقد أجهزتهم, ويمكن أيضاً وضع قائمة سوداء برقم (IMEI) الخاص بالهاتف المفقود, حيث تسمح هذه العملية لشركات الاتصالات وموردي الهواتف الذكية بتحديد وتعطيل الأجهزة المدرجة في القائمة السوداء بسرعة من أجل حماية المعلومات الشخصية المخزنة على الهاتف الضائع أو المسروق .
يعد تقليل كمية البلاستيك في الهواتف الذكية ميزة أخرى لتقنية البلوكشين, مُنحت مثلاً شركة Verizon مؤخراً براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي (USTPO) لنظام يستخدم البلوكشين لإنشاء بطاقات SIM افتراضية , ووفقاً لبراءة الاختراع ، ستقوم البلوكشين بالتواصل مع النظام لربط بطاقة SIM الافتراضية (vSIM) بحساب مستخدم فريد ثم تنشيط بطاقة SIM,سيقوم الجهاز بعد ذلك بإرسال إشارة عبر البلوكشين لتأكيد التنشيط وتشغيل الشريحة.
أحد العوامل الحاسمة التي تزيد الطلب على تكامل البلوكشين هو الزيادة الهائلة في عدد المعاملات الرقمية ، خاصة مع تسارع نشر تقنية 5G , حيث تتمثل الجوانب الحيوية لتقنية blockchain في السرعة والسهولة والمرونة والأمان التي توفرها لتحقيق الدخل من المعاملات, ال Blockchain هو ببساطة التطور الطبيعي للمقاصة والتسوية في عام 2021 وما بعده.