• 02 Sep 22
  • smartwatchesss

سبل النجاح في البكالوريا والدكتوراه.. أسرار ونصائح من ذهب

أجمع عدد من الأساتذة المتمرسين وبعض الطلبة الناجحين في وقت سابق، بأن النجاح في مسابقة الدكتوراه أو امتحانات شهادة البكالوريا أو في مسابقات علمية أخرى يفرض توفر شروطا وضوابط تجمع بين التحصيل العلمي والمراجعة الذكية والضبط المنهجي الذي كثيرا ما يصنع الفارق خلال عملية التصحيح، ما يتطلب حسبهم مراعاة مثل هذه الجوانب لاجتياز مثل هذه المسابقات بنجاح.إذا كانت الأجواء الدراسية تعرف الكثير من الاضطرابات بسبب وباء كورونا الذي اخلط الكثير من الحسابات منذ العام 2020، ناهيك عن بعض المثبطات الذاتية وأخرى ناجمة عن أعداء النجاح لأسباب وظروف مختلفة، إلا أن ذلك لا يمنع أغلب الطلبة الجادين المجتهدين في الكشف عن طموحاتهم لتحقيق نجاحات باهرة في الامتحانات والمسابقات العلمية المصيرية، وفي مقدمة ذلك مسابقة شهادة البكالوريا التي تكشف كل عام عن نماذج تجمع بين الكفاءة والرغبة في دراسة تخصصات تتماشى مع تطلعاتهم المستقبلية، والكلام ينطبق على الطلبة الجامعيين الحاصلين على شهادة الماستر، والراغبين في الارتقاء إلى مصاف الباحثين من بوابة مسابقات الدكتوراه. وعلى هذا الأساس فضلنا أخذ آراء عدة أساتذة باحثين لم يتوانوا في تقديم توجيهات وإرشادات تعد بمثابة مفاتيح وأسرار هامة تعين الطلبة على اتخاذ الأسباب لتحقيق النجاح، من خلال تفادي الضغط والقراءة الذكية والتحضير النوعي من الجوانب المعرفية والمنهجية والنفسية.

البروفيسور الطيب بودربالةعلى الطلبة التحلي بالتعمق والتركيز وعدم الارتباك

يقول خريج جامعة السوربون البروفيسور الطيب بودربالة: “التحضير لمسابقة الدكتوراه يتطلب شروطا موضوعية صارمة في الشكل والمضمون، حيث يتطلب التحلي بالثقة بالنفس والتركيز وعدم الارتباك. التخلي عن مراجعة الدروس ليلة الامتحان والترويح عن النفس بعض الشيء. كما يجب إيلاء أهمية كبيرة للخط (الوضوح، المقروئية والجمالية). التعمق في التخصص، في جزئياته وكلياته. التفكير بعمق في قصدية السؤال قبل البدء في الإجابة (معرفة النية الحقيقية لواضع السؤال). وعليه فغن مراجعة الدروس تؤدي إلى وعي وشامل وكلي بالموضوع (لأن الامتحان يقوم على مقدرة الطالب في الاستيعاب وتحقيق الوعي الكلي بالشامل بقضايا جوهرية). وللمنهجية دور جوهري، ضرورة إظهار المهارة في الوصف والتحليل والمناقشة والتدرج والاستنتاج والحوصلة والانتقال من البسيط إلى المركب ومن المعلوم إلى المجهول (وكذلك ضرورة تحقيق التماسك والترابط والوحدة التي تجمع بين كل عناصر الإجابة في إطار نسقي عضوي شامل. يجب الاستعانة بالشواهد والتمثيل مطلوبة. والقصد والاقتصاد والأحكام في الإجابة (لا إطناب ممل ولا إيجاز مخل). واستثمار وقت الامتحان بكامله. إضافة إلى إعطاء أهمية كبرى للمقدمة لولوج عالم القارئ واستدراجه وكذلك للخاتمة التي تترك الأثر الحاسم سلبا أم إيجابا في نفسية المصحح”.

الدكتور عمار شوشان من قسم علم النفس جامعة باتنةهناك جوانب شكلية وأخرى موضوعية لها دور فعال في النجاح

النجاح سنن وقوانين، ويجب الأخذ بالأسباب. وإن أردنا أن نوجزها فهي أسباب رئيسية وأخرى ثانوية (شكلية وأخرى موضوعية). أما الشكلية فهي التسجيل في الأرضية بشكل صحيح واختيار التخصص والجامعات بشكل مدروس والذهاب إلى الامتحان قبل الوقت المحدد والتأكد من القاعة والمادة والتوقيت… الخ والتقيد بالتعليمات كالكتابة بقلم واحد.. لأن كثيرين يفشلون في هذه الأمور الشكلية التي تحرمهم من النجاح. أما الأسباب الموضوعية فهي: الاجتهاد طيلة المسار الدراسي والاعتماد على الذات في التكوين والإكثار من قراءة الكتب والمقالات في التخصص. التركيز على مادة المنهجية التي هي أساس كل المسابقات في كل تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية.. للتذكير يدرسها الطالب من سنته الأولى في الجامعة إلى سنته الأخيرة في الماستر. كما لابد أن يكون مرتبا منظما في مذاكرته.. فبعد أن يحدد التخصص الذي سيشارك فيه وبمساعدة أساتذته وأهل الاختصاص يختار مرجعا أصيلا وشاملا يحاول أن يلخصه وان يستخرج منه أهم الأفكار وان يضع له خريطة ذهنية تساعده على الحفظ والاسترجاع. ويجتهد في الحصول على أسئلة مسابقات السنوات الماضية ليكون صورة حول طريقة وضع الأسئلة ويجتهد في حلها. النجاح ثمرة تعب وصبر سنوات وتركيز وحسن تدبير قبيل المسابقات

الدكتور يعرب جرادي من قسم اللغة العربية جامعة قسنطينةلا وجود لوصفة سحرية.. النجاح تتويج لاجتهاد الطالب طيلة مساره

ليست هناك وصفة سحرية للنجاح في مسابقة الدكتوراه، بل عمل منظم واجتهاد ذكي، ذلك أن هذا النجاح تتويجٌ لاجتهاد بذله الطالب طيلة مساره الجامعي في مرحلتي الليسانس والماستر، طالب الدكتوراه هو ذلك الحريص على التحكم في المفاهيم الأساسية التي يقدمها له كل مقياس قُرِّر عليه، ويسعى لأن يجيب عن تساؤل يحضره دوما هو: كيف تُغير هذه المفاهيم من نظرتي للموضوع المدروس؟ وما الذي أضافه للمفاهيم السابقة؟ وما هي الجِدَّةُ التي جاء بها منهجُ هذا العلم. هو ذلك الطالب الذي عاد لأهم المراجع في كل علم من العلوم التي تلقاها، تحدوه همّة نَقديّةٌ، وتَحقُّقٌ لا يتوقف من صِحّة ومَوْثوقِيّة المعارف التي تلقّاها، ينقله جميعَه إلى مخططات تُؤَصِّلُ وتُفَرِّعُ، وتقف على مفاصل الموضوع، كما يستحضر المقولات الكبرى لأولئك الأعلام، وكيف أسست لمذهب أو مدرسة أو منهج جديد، و كيف نقضت السابق ونقدته، وكيف بَنَت نظرية أخرى؟أما في تخصص اللسانيات واللغة العربية، فنصيحتي، أن يميز جيدا بين الاشتغال التراثي العربي في اللغة، وبين تلك النقلة الكبرى التي تحققت في عصر النهضة العربية، ذلك العصر الذي تميز بالتفاعل مع كل جديد إنساني في مجال اللغة، وما هي المفاهيم الثورية المُؤسِّسة التي بَنت عليها اللسانيات الحديثة صرحَها، وكيف كانت هذه الجُرعة آذنة بالمرور من المعارف الفقه-لغوية إلى العلوم المبنية على التفحص الدائم والمراجعة الدورية، لينشأ مجال اللسانيات العربية من أطروحات بعضُها ناقد، وبعضها مستفيد، وبعضها حاول التلفيق بين القديم والجديد، كما أنصحه بالعودة لأعمال مؤسس هذا الدرس في الجزائر الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح، ولأعمال عبد السلام المسدي، وتمام حسان، والفاسي الفهري، ومنذر العياشي، وفي التداوليات لأعمال عماد عبد اللطيف، ومسعود صحراوي، ومحمد محمد يونس، ومحمد العمري، ويلتزم في كل ذلك بالدقة في النقل، وترك الشعارات التي غالبا ما تكونُ مُناقِضة للرّوح العلمية الموضوعية المرجوة منه كطالب دكتوراه في المستقبل.

البروفيسور بدر الدين زواقة من قسم علوم الإعلام والاتصالهناك 4 وظائف ومستويات أساسية تعبد الطريق نحو لنجاح

سبل النجاح في البكالوريا والدكتوراه.. أسرار ونصائح من ذهب

الطالب أمام أربعة مستويات من التعاطي في الإجابة المقبولة وهي في النهاية أربع وظائف هي:الوظيفة الاسترجاعية: وتتعلق باسترجاع كل المعارف والمعلومات.. من خلال كتابة الأفكار.. وتدوينها ولو بطريقة عشوائية.. وننصح الطالب باستخدام مهارة العصف الذهني.. وقراءة السؤال عدة مرات.. لتوليد الأفكار العالقة في العقل الباطن من خلال المعارف والتجارب.الوظيفة المنهجية: وتكون من خلال رسم خارطة الإجابة من مقدمة وخاتمة.. وغالبا هما آخر ما يُكتبا.. ثم تفكيك الأفكار الواردة في نص السؤال.. وفهم المداخل النظرية والأنساق المعرفية.. واختيار المناسب منها من خلال مفاهيمها وتساؤلاتها وفرضياتها. ثم جسم الموضوع الذي يكون وفق قالب… وترتيب المعلومات حسب الأهمية والتسلسل الموضوعي. فاختيار المنهج العلمي والأداة المناسبة.الوظيفة التحليلية: وتتعلق بقدرة الباحث على الإجابة بلغة علمية ودقيقة.. بعيدا عن الأساليب الإنشائية الخطابية.. ومحاولة الربط الموضوعي بين الأفكار والمعلومات وإبراز شخصية الباحث من خلال التصنيف والتوصيف والتحليل والتعليق والنقد.الوظيفة النفسية: وهي مهمة جدا وتتعلق بالاستعداد النفسي فبعد التوكل على الله والالتزام بآداب طلب العلم من ذكر واحتساب.. اعتماد مهارات إدارة الذات من تحكم في قوانين العقل الباطن.. خاصة قانون الجذب.

الدكتور باديس لونيس من قسم علوم الإعلام والاتصالهذه أبرز أسرار النجاح في مسابقة الدكتوراه

يجب على الطالب التوكل على الله والدعاء وعدم الركون إلى الإحباط. لا شك أن الذي حدث له تراكم للمعلومات على مدار 5 سنوات أو أكثر لن تبقى أمامه إلا مهمة واحدة وهي إعادة تنظيم هذه المعلومات ليس إلا. كما أن المراجعة لا تقتضي الإكثار من المراجع بقدر ما تقتضي ذكاء في اختيار أهمها وانسبها.. كما ننصح بالتوجه إلى المقالات والدراسات القصيرة والمركزة، ما يسمح بكسب الكثير من الوقت، كما أنها تنمّي لدى الطالب بشكل قد لا يدركه منهجية كتابتها (المقالات). على الطالب أن يضع في ذهنه أنه بصدد إقناع المصحح بأنه مشروع باحث، وليس مجرد طالب عادي، وعليه فإن العبرة ليس بكثرة المعلومات ولكن في كيفية توظيفها. الاستناد بقدر الإمكان إلى النظريات عند طرح أية وجهة نظر. الاستشهاد بمقولات وآراء المفكرين مع فصل الأفكار وإعطاء كل فكرة حيزا مميزا لها. عدم الإطناب والإسهاب والتكرار، لأن ذلك سيتعب المصحح ويعطي انطباعا سيئا حولك، وقد يؤثر في مدى اهتمام المصحح بورقتك.الابتعاد عن الاستعراض اللغوي المبالغ فيه. أن يكون الخط واضحا وغير منفّر. أما الإجابة فتكون على شكل مقال، يُستحسن أن تسبقه خطة متوازنة واضحة العناصر تبين محتوى الورقة. وطبعا تتضمن المقدمة طرحا للقضية المطلوب مناقشتها مع طرح الأسئلة المطلوب الإجابة عنها، فإن كان السؤال عاما على سبيل (حلل وناقش) فالطالب هنا مطالب باستخراج الأسئلة بنفسه من العبارة المقدمة له انطلاقا من الإشكالية التي تتضمنها. المبحث المفاهيمي يجب أن لا يغيب عن ورقة الإجابة، وهو يلي المقدمة مباشرة ويتضمن تحديد المفاهيم المفتاحية وتعريفها دون إسهاب. الإجابة على الأسئلة تكون في شكل نقاط واضحة وبلغة بسيطة، وقد تكون في شكل مباحث أو في شكل عناصر، ولكن يجب أن تكون مرتبة ترتيبا منطقيا لا افتعال فيها. والحرص على الخروج بخلاصة واضحة.

الدكتور مبروك بوطقوقة من قسم الأنثروبولوجياالطالب ملزم باستغلال الوقت وإثبات قدراته التحليلية والنقدية

تحت ضغط الوقت يلجأ أغلب الطلبة إلى دراسة وحفظ وريقات في المقاييس التي سيمتحنون فيها بنفس الطريقة التي درسوا بها طوال خمس سنوات أي في مرحلتي الليسانس والماستر، وهنا يقعون في خطأ قاتل، لأن مرحلة ما بعد التدرج أو الدكتوراه بدءا من المسابقة تختلف جذريا عن مرحلة التدرج، حيث أن الطالب مطالب بإثبات جدارته ليس فقط من خلال التحصيل المعرفي الذي لديه بل من خلال إثبات قدراته التحليلية والنقدية في تناول مواضيع التخصص وهي ملكة لا يمكن تحصيلها إلا من خلال المطالعة المتأنية لأمهات الكتب في التخصص، لذا من المهم جدا أن يشمل التحضير للمسابقة -والذي يجب أن يبدأ قبل 6 أشهر على الأقل- قراءة مجموعة مختارة من الكتب في التخصص ويا حبذا مناقشتها مع الأقران والأساتذة.

طالب الدكتوراه عزوز بركاني (علوم سياسية جامعة الجزائر)التحصيل النوعي يساهم في النجاح وصنع التميز

خضت تجربة مسابقة الدكتوراه لأول مرة في مسيرتي العلمية العام الماضي والحمد الله تكللت بالنجاح في جامعة الجزائر 3، وانطلاقا من هذه التجربة أود أن أقول للطلبة بأن هناك عاملين أساسيين للنجاح، الأول يتمثل في اكتساباته القبلية التراكمية المعرفية، فهي تساعده في كتابة مقال علمي متشبع بالمفاهيم والأفكار الراقية، وترسم صورة جيدة للطالب لدى المصحح. التراكمية العلمية والمعرفية هي نتاج مسيرة الطالب خلال مرحلة الليسانس والماستر، هذا الزاد أعتقد أن نتائجها سيحصدها الطالب خلال هذه المسابقة. أما العامل الثاني وهو اختيار ثلاثة أو أربعة مواضيع خاصة بكل جامعة والمشروع الذي فتحت فيه المسابقة حتى يقوم بالإعداد لها بشكل جيد. وعلى الطلبة تعويد أنفسهم هذه الأيام على الكتابة بالقلم لتفادي الأخطاء الإملائية الناجمة عن العزوف عن الكتابة في زمن التكنولوجيا والحاسوب. الشيء الذي أؤكده أنه مهما حاول البعض إلصاق الحظ بمسابقة الدكتوراه التي لا يمكن نفي البعض منها إلا أنها تبقى تتويج لمسار الطالب، خاصة الذين اجتهدوا في التحصيل العلمي والمعرفي وبذلوا جهودا مضنية داخل وخارج الجامعة .

طالب الدكتوراه كمال زيتوني (نجح في مسابقتين البليدة وباتنة)براعة الطالب في اختيار المقالات المناسبة حسب التخصص

مادام أن الوقت قصير جدا فإنني انصح بقراءة المقالات المركزة والمكثفة المنشورة في منصة المجلات العلمية الجزائرية https://www.asjp.cerist.dz/en/article/119385 .. وهنا تتجلى براعة الطالب في اختيار المقالات المناسبة حسب التخصص، مثلا في قضايا الأدب الحديث ننتقي أبرز القضايا الحداثة والشعرية والتجاوز وقصيدة النثر والأدب الرقمي.. ثم نركز على المناهج النقدية ونتحكم في أبرز آلياتها حتى نستطيع تطبيقها على النص الذي يطلب منا دراسته، لا يجب أن نهمل منهجية الإجابة التي تعتمد غالبا على المقال، فنتحكم في عناصر المقدمة بتفكيك السؤال ومعرفة الكلمات المفاتيح وصوغ الإشكالية، ثم ننتقل إلى العرض فنحلل الموضوع من مختلف الجوانب وهنا نستحضر ما أمكن من الشواهد والحجج التي تصب في الموضوع، ونخلص إلى الخاتمة التي تكون نتيجة منطقية لما طرح في العرض، وفيها إجابة صريحة على ما طرحته الإشكالية.

طالب الدكتوراه محفوظ زاوش (نجح في مسابقتين خنشلة والبليدة)المنهجية والدقة العلمية أولى من الكم المعرفي

فضل ابن المسيلة محفوظ زاوش أن يلخص تجربته بنصائح في هذه النقاط:1- إستراتيجية اختيار التخصص من منطلق التكوين وكفاءة الطالب.2- حسن اختيار الجامعة من منطق معاملات المقاييس، حيث هناك يخطئ في الاختيار بالتركيز على المقياس الذي معامله 1 ويهمل المقياس الذي معامله 3.3- حسن التعامل مع السؤال بالبحث عن المطلوب وفك شيفرات السؤال وتجزئته.4- عدم التركيز على الكم المعرفي بقدر الدقة العلمية.5- حسن تنظيم الإجابة بمخطط دقيق وفق منهجية مقال محكم كأنه مذكرة تخرج مختصرة.6- التحضير المحكم اعتمادا على الفهم والتعود على التحليل والإقناع.